فرح هنا يتغنى به يقابله غضب وحزن هناك، انتماء وعشق لحد الثمالة تصيبنا في حالة الفوز أو الخسارة لا يمكن إخفاؤها. مشاعر جياشة وحب لأندية عالمية تفضحها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وتبين للجميع قيمة هذه الأندية العملاقة.
من جماليات كرة القدم هي الإثارة في الفوز والخسارة خاصة للفرق الكبيرة، ولكن من المسلمات أن تنهض هذه الفرق حال إخفاقها وبأقصى سرعة حتى لا تقع فريسة سهلة وتدخل في مرحلة الشك.
بايرن ميونيخ، تشيلسي وبرشلونة نماذج ناجحة جداً في كيفية تحويل الإخفاق إلى نقطة انطلاق وبمؤشر أداء تصاعدي مكنتهم من فرض الأسلوب والشخصية على المستويين المحلي والقاري حتى بات المراقبون والمحللون يرون فيهم الأقرب لنيل بطولة دوري الأبطال.
نموذج آخر لكنه سيئ لنادٍ عملاق لا يعرف كيف ينهض من خيباته ونكباته ويواصل في قهر محبيه قبل خصومه بتوالي الخسائر في النتائج والأداء، فأصبح لغزاً محيراً للغالبية العظمى ولكنه مكشوف للقريب منه. إنه ريال مدريد.
رغم انتهاء عام 2014 بصورة مثالية للريال بتصدر اللاليغا وبأداء وصفه الجميع بالاستثنائي وضعه المراقبون كمرشح للاحتفاظ بدوري الأبطال والفوز بالدوري الإسباني إلا أن خلف هذا التوهج توجد مشاكل على الصعيد الإداري، الجهاز الفني واللاعبين أدت إلى أن يصل بالريال إلى هذا الحال.
الكثير كان مقتنعاً بابتعاد فلورينتينو بيريث عن التأثير في تشكيلة الفريق خاصة بعد فوزه بالولاية الثانية وتغيير فكره نسبياً في التعاقدات إلا أن الصدمة أتت بعد اللقاء الأخير أمام أتلتيكو بيلباو حين ذكر مراسل بي إن سبورت بما معناه وعلى لسان بيريث مخاطباً أنشيلوتي: كيف تضع لاعباً كلف خزينة النادي مبلغ مائة مليون يورو على كرسي الاحتياط؟ والمقصود بالتأكيد جاريث بيل.
رجل السلام أنشيلوتي آثر الخنوع والاستسلام لرئيس النادي واللاعبين فلم نعد نرى منه أي ردة فعل أثناء سير المباريات واستمرار فشله في تحفيز لاعبيه بعد الخسارة. ناهيك عن قراءته الخاطئة في وضع الطريقة المناسبة وعجزه في السيطرة على نجوم الفريق وبخاصة ثلاثي خط الهجوم الواضح تهاونهم في أداء أدوارهم الدفاعية وضعف المردود الهجومي فرأينا الجهد المبذول يتفاوت والعبء يقع على لاعبي خطي الوسط والدفاع.
متاعب الفريق تتواصل بعدم قيام قادة الفريق بدورهم في انتشال المجموعة فرأينا الوجوم على وجوههم في المباراة الأخيرة أمام بيلباو وتعابير الجسد تقول هل لنا من قائد يخرجنا من هذا الوضع المزري. حقيقة كان الملكي بدون قائد وخال من الأفكار والإبداع والروح.
أنشيلوتي ولاعبوه الآن أمام مفترق طرق عصيبة لا يحتمل المزيد من الخسائر بدءاً من لقاء اليوم أمام شالكة، وأن يبرهن للجميع قدرته على قيادة الملكي لينهي الحلم الحزين الذي يعيش فيه وإلا سيتحول الحلم إلى كابوس أسود.