بمناسبة الحديث أمس حول العمل التطوعي النسائي النوعي المزدهر هذه الأيام، والذي يخدم المرأة ويمكنها اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً إنما بروح العصر، وفي نفس الوقت يخدم الترويج للبحرين كدولة لها سمعتها الاقتصادية وبيئتها التشريعية المشجعة للمرأة والمنفتحة على العالم، تعد جمعية سيدات الأعمال لاستضافة البحرين لمؤتمر كبير لنادي صاحبات ورائدات الأعمال الدولي، وفوز البحرين باستضافة هذا المؤتمر لم يكن سهلاً أبداً، فقد احتاج أن تبادر بحرينيات متطوعات من مؤسسة أهلية وهي جمعية سيدات الأعمال بإقناع الجمعية العمومية للنادي بقدرة البحرين على الاستضافة، والدخول في تنافس مع أكثر من عرض من أفرع أخرى.
للعلم هذا المؤتمر لا تدعمه «الدولة» نحن نتحدث عن مؤسسات للمجتمع المدني وقطاع بدأ العالم يضع مؤشرات على مدى نجاحه وازدهاره وهو قطاع رائدات الأعمال.
هو إذاً عمل قائم على الجهود النسائية التطوعية، وعلى الجهة الداعية في حال فوزها بالبحث عن رعاة يمولونه، وقبل ذلك على البحرينيات أن يقدمن عرضاً عن قصص نجاح بحرينية يقنعن به النادي بصلاحية البحرين كدولة مستقرة دولة لها بيئة مشجعة لريادات الأعمال النسائية حتى يدرجن ضمن الدول المتنافسة على الاستضافة، فاحتاج الأمر إلى إعداد فيلم وثائقي عن البحرين لإقناع اللجنة، وقد جاء التصويت لصالح البحرين بغالبية كبيرة بعد مشاهدة الفيلم والاستماع للعرض وسيحضر المؤتمر في هذا الشهر 320 سيدة من مختلف دول العالم يمثلون 50 دولة ومعهم رئيسة البنك الدولي.
لسنا نتحدث عن سيدات أعمال وريثات لعائلات تجارية يتسلين بأوقات الفراغ، بل نتحدث هنا عمل تطوعي مجهد، عمل نوعي يخاطب العالم بلغة عصرية، عمل يحتاج إلى استقطاع للوقت وتقديم الخبرات مجاناً أولاً لرائدات الأعمال المحليات وامتلاك قصص نجاح كثمرة لهذا الجهد، احتاجت هذه القصص لدعم لوجستي للمبتدئات ومساعدتهن على تأسيس مشاريعهن وتقديم يد العون لعصاميات يبدأن من الصفر، نحن لا نتحدث عن مشاريع رفاهية ومشاريع تسلية، نحن نتحدث عن مشاريع تعمل في تدوير المخلفات مشاريع تعمل في النقل والشاحنات مشاريع تعمل في الزراعة وغيرها وجميعها لنساء بدأن من الصفر سواء بمساعدة سيدات الأعمال أو بمساعدة أي جهة أخرى وفرتها الدولة لمساعدة المرأة وتمكينها اقتصادياً، هنا نتحدث عن فائدة نوعية للبحرينية وللبحرين كدولة، فلسنا إذاً أمام قصص مبهرجة نجحت بأموال عائلاتها ننفخ فيها للاستعراض عالمياً فقط ، بل نحن أمام أرقام وإحصائيات تبين حقيقة هذا النجاح.
بعد ذلك بإمكاننا أن ندعو العالم ليرى ويسمع ويعايش هذه القصص عن قرب ومن ثم يرى ويزور البيئة البحرينية التي أعطت هذه المشاريع فرصاً لنجاحها.
ضيفات هذا المؤتمر سيزرن جسر الملك فهد ومجمع ريادات وألبا وسيزرن مقاهي تديرها نساء صغيرات بحرينيات وستكون طالبات البولتكنيك هن مرشدات الضيوف والمتحدثات هن صاحبات قصص النجاح على الصعيد التجاري والصناعي والاستثماري وحتى الإعلامي والسياسي، وحتى هدايا الضيفات ستكون كلها صناعة محلية لرائدات أعمال بحرينيات.
البحرين من جهة والمرأة البحرينية من جهة بحاجة لجهود أهلية تطوعية ديناميكية تساعد المرأة البحرينية وتمكنها اقتصادياً وسياسياً لكنها في ذات الوقت تنفتح على العالم انفتاحاً عصرياً يعرف كيف يخاطبها فمثل هذه المنظمات هي التي أصبح لها ثقلها الدولي الكبير.
الجميل في هذا كله أن جهود الإعداد والتنظيم والاستضافة والترويج تمت كلها بأيدي نساء بحرينيات والأهم أن قصص النجاح التي ستروج للبحرين كلها تمت على يد متطوعات بحرينيات.