لماذا حدث الهجوم الإرهابي على رجال الأمن من قبل السجناء؟ هل لأن الدولة مازالت تتعامل حتى اليوم مع هذه الميليشيات الإرهابية بأنهم مجرد مخربين خارجين عن القانون؟ ثم لماذا وقعت إصابات بليغة في صفوف رجال الأمن داخل السجن؛ هل لأن الإرهابي داخل السجن مسلح ومستعد؟ ولماذا يستمر الإرهاب داخل السجون وخارجها؛ هل لأن قادة الإرهاب مازالوا يمارسون التحريض بعلانية دون أن يتخذ ضدهم إجراء؟
مثال على ذلك ماذا فعلت الدولة عندما هدد خليـل مرزوق في تصريحه لجريـدة السفيــــر اللبنانية في 2 فبراير 2015، بالعمل السري والمسلح، كما أن الدولة مازالــت تقدم أفضــل الرعاية والخدمات لقادة الانقلاب وميليشياتهم، وها هي أحد الشواهد على هذه الرعاية المتميزة، وهي صورة أحد قادة الانقــلاب يتم تداولها على المواقــع الاجتماعـــية هذه الأيام، حيث يقوم بملء استمارة الحصول على بعثة لأبنائه من أحد برامج الدولة للبعثات، حيث يتم ابتعاثهم إلى أفضل الجامعات مع ضمان الوظيفة بعد التخرج، هذا الانقلابي تولى مهمة القنوات الإعلامية والتحدث إلى أجهزة الإعلام الأجنبية باللغة الإنجليزية، كما شارك هو وزوجته في احتلال مستشفى السلمانية، فكيف بعدها لا يستمر الإرهاب، وكيف لا يتجرأ الإرهابيون وهم في السجن على قتل رجل الأمن، حيث يضمنون لهم ولأبنائهم المستقبل الباهر، وتحفظ كل امتيازاتهم، وقد يعودون إلى وظائفهم، كما يضمنون مستقبل أبنائهم كما ضمن هذا الانقلابي مستقبل أبنائه في أفضل الجامعات وعلى نفقة الدولة، كي يعود بعدها ليواصل درب أبيه، الذي هو الآخر قد درس على نفقة الدولة.
ثم نأتي إلى الهجوم الإرهابي من قبل الميليشيات الوفاقية داخل سجن جو، ونسأل كيف دخلت هذه الأدوات الخطيرة السجن، هل بالتسريب أو من خلال أنفاق أم من خلال معاونين؟ حيث يدخل أهاليهم دون أن يمروا على أجهزة الكشف، نعم تتوارد الكثير من التساؤلات، خاصة عندما تقع إصابات بليغة في صفوف رجال الأمن، وقد تكون أحد أسباب الهجوم عدم وجود قوة طوارئ للتدخل الفوري في الوقت المناسب، إذ ليس من المعقول أن تتكرر أحداث هجوم المسلحين في السجون أو هروب بعضهم في كل مرة.
ما حدث في سجن جو وما سبقته من حوادث، إضافة إلى الإرهاب اليومي في الشارع الذي وصل إلى قلب سوق المنامة حين استطاع الإرهابيون إشعال النار بين المحلات، وبالقرب من مركز الشرطة، حيث كان يمكن بإخبارية واحدة أن تغلق جميع الطرقات، خصوصاً بعد تجربة إرهابية طويلة بدأت في التسعينات، لذلك تحتاج الدولة لإعادة نظر في سياسة تعاملها مع قادة الإرهاب أولاً وجميع من اشترك في المؤامرة الانقلابية، وتغليظ العقوبات على كل من ينطق بحرف فيه تحريض أو مساندة أو تجميل للانقلابيين.
وعلى الدولة أن تتوقف عن تقديم الخدمات للإرهابيين وأبنائهم فالمكافآت التي تقدم لهم من بعثات وخدمات إسكانية الأولى بها أبناء الشرفاء، فالحنظل لا يثمر رماناً، كما نتمنى أن تجهز السجون بوحدات تدخل سريع لمواجهة مثل هذه الهجمات، إذ تبين من إصابات رجال الأمن بأنهم لم يكونوا على استعداد ويقظة، كما يجب أن يكونوا على درجة عالية من التدريب، إذ لا يمكن أن تترك ساحات السجون بدون مراقبة، ليس بالكاميرات فقط.