تشهد منطقة الشرق الأوسط توتراً غير مسبوق؛ فالتغلغل الإيراني بدأ ينخر دولاً بدل مناطق بعينها، خاصة أن اليمن أصبحت ضمن خارطة طريق، وباباً للدخول إلى مربع الخليج العربي.
تحرك خادم الحرمين الشريفين بدا واضحاً وفق التقارير الصادرة عبر وسائل الإعلام، ولقائه برئيسي جمهورية مصر وتركيا وقادة دول الخليج، والعمل على إنشاء جبهة ضد هذا المد من التوغل الإيراني بالمنطقة ومحاربته بكافة الأساليب.
في الحقيقة أن إيران وحسب الدراسات الاستراتيجية تعمل على جانبين؛ الأول هو تصدير الثورة لدول المنطقة لتتحكم بها وخاصة لنهب الثروات المكنونة عن طريق «الدين»، أما الجانب الآخر فهو بحث الاعتراف الدولي للاستخدامات النووية.
جانبان مهمان ومكملان لبعضهما؛ إلا أن الجانب الأول هو الأخطر، حيث فقدت الدول أمنها الداخلي وتزعزعت الروابط الاجتماعية إلى أن وصل الأمر إلى وجود حرب أهلية.
وفي الوقت نفسه، تعاني المنطقة من تطرف جديد قد يكون هو الأخطر، وهو «داعش» وما تحمله من أفكار متشددة واعتقادية توهم المجتمع الإسلامي بها وبأنها الإسلام الصحيح، ولا سيما أن هذه الحركة أثارت شكوك عدة ومن أطراف مختلفة عن ظروف نشأتها، إلا أن الاتفاق لدى العقلاء هي جماعة إرهابية ذات صناعة أمريكية هيوليودية وذلك لتحريك مصانع الأسلحة الأمريكية وبالتالي تحريك الاقتصاد الأمريكي ووصولاً لتجاهل قضية العرب الأولى وهي الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
مجريات تضع حكام الدول العربية أمام استمرار الخارطة في تقسيم المنطقة حسب ما تراه الولايات المتحدة الأمريكية لمصالحها، وخاصة أنها الداعم المتخفي بعباءة المعارض للاعتراف بالنووي الإيراني والمؤسس لجماعة إرهابية رغم الأدلة التي برهنها المحللون السياسيون والمحللون في مجال السينما.
إذا لا يمكن الجزم أو القول أو التحرك لكل هذه الأحداث من دون وجود قوى عالمية توقف هذه الفوضى بالمنطقة، ووضع حد لهذا المخطط التقسيمي، فاليوم على العقلاء والمعتدلين أصحاب القرار الدولي أن يبدوا موقفاً حازماً أمام القضايا الدولية التي تستهدف الأرواح، وهم اليوم بالمئات وغداً سيكونون بالملايين في حال استمرارها، فالقوى الدولية ذات التوجه السلمي والصامتة إما أن تتحرك للمواجهة ومساندة من يريدون السلام أو ينتظرون دورهم وسقوطهم كبش فداء للمنظمات الإرهابية ذات المهمات الدولية لتنفيذ مرحلة جديدة للهيمنة الأمريكية على العالم، ويكونون ضمن المشهد الإرهابي القادم لنهب ثرواتهم.