نعم؛ هذه هي البحرين التي ستظل حاضنة لجميع من يعيش على أرضها ويعمل لخيرها وصلاحها دون أي تفرقة أو تمييز، هي البحرين التي احتضنت الجميع دون تفرقة، ففتحت ذراعيها بكل تسامح ومحبة لمكونات المجتمع في بيئة جامعة ليمارسوا حريتهم الدينية والفكرية بكل حرية، وهذا لا يتاح بلا شك في العالم إلا نادراً، وما يدور حولنا في دول ليست ببعيدة عنا من صراعات وكراهية وتعصب إلا دليل على أن بلادنا قد صانت الحريات واحترمت كافة الأديان والثقافات وتعايشت على أرض البحرين أعراق وطوائف وجماعات، وإن اختلفت في عقائدها إلا أن ما يجمعها هو التسامح وتقبل الآخر.
كل ذلك جاء بفضل حكمة وتسامح وبعد نظر جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والذي منذ أن اعتلى مقاليد الحكم دأب على الدعوة إلى نبذ العنف والاقتتال والعصبية لتحل محلها لغة الحب والتسامح، فحقاً إن جلالته كما قال عنه بابا روما إنه أمل السلام والإنسانية العالمية بحاجة كهذا رجل يدعو إلى الصفاء وأن يتقبل ويتعايش الجميع في المجتمع بكل أريحية دون أي عصبيات.
ومن هنا فإن الترابط الإنساني بين الشعوب ومختلف الأديان والحضارات هو المطلوب اليوم وأن يكون في ظل ما نراه ونشاهده من حروب ودماء وقتل بكل وحشية باسم الدين هو ما يجب أن ننبذه وأن نمقته ونسعى جاهدين لأن تحل محلها سياسة الانفتاح والتعددية، وهذا هو ما تسير عليه قيادة البحرين التي عرفت منذ الأزل بأنها بلد التسامح والتعايش في بيئة تجمع ولا تفرق بين كل مكونات المجتمع البحريني المسالم، إلا أنه ومع هذه الدعوات نجد بيننا ومن أبناء جلدتنا من يسعى إلى العنف والدمار والتخريب للوطن وإنجازاته، إلا أنهم قلائل لن يؤثروا مهما فعلوا، فالغالبية العظمى تحب السلام والإخاء في الدين وستسير البحرين بإذن الله ولن تتوقف سفينتها التي حملت الجميع على متنها دون فرق بين مسلم سني كان أو شيعياً مسيحياً أو يهودياً.
جلالة الملك حفظه الله أكد خلال استقباله المشاركين في فعاليات (هذه هي البحرين) والتي نظمها اتحاد الجاليات الأجنبية المقيمة أن وقوفه في ذلك وبقوة وحسم، وبإصرار المخلصين من شعب البحرين في حماية ثوابت وقيم المملكة من خلال صون الحريات واحترام كافة الأديان والثقافات وتقدير الكفاءات، وقد كان ملفتاً في حديث جلالته حين شدد على «لغة الثقافة والاقتصاد تكون في كثير من الأحيان أكثر تأثيراً من لغة السياسة»، نعم ونؤكد على ما قاله جلالته؛ فالسياسة هي من فرقت وهي من شتت شعوب ودمرت أوطاناً وتسير إلى طريق مظلم لا يعلم سوى الله تعالى نهايته، كل ذلك هو بسبب السياسة التي تفرق ولا تجمع.
نقول بأن الثقة والاحترام المتبادل بين مكونات المجتمع وكذلك الشعوب هي التي حتماً ستعزز الخير وتعمق قيم الإنسانية بين البشرية جمعاء، وستزيد من أواصر وجسور التعايش الحضاري والثقافي والإرث الإنساني، والبحرين واحة لمثل هذا التسامح الذي يعبر عن الوجه الحقيقي للمملكة التي تسير نحو مستقبل مشرق في ظل حكم وقيادة جلالة الملك، الذي انعكست في رؤية جلالته حين بدأ المشروع الإصلاحي الكبير والشامل في المسيرة الديمقراطية.
- همسة..
نعم، هذه هي البحرين التي تصون الحرية الدينية وتكفلها للجميع دون تفرقة بين الأديان والمذاهب والملل، وهذا ما نراه على النقيض في جمهورية إسلامية؛ إلا أنها أول من تحارب المسلمين، فلم نر سوى مسجد وحيد في عاصمة هذه الجمهورية، في الوقت الذي نراها تتدخل وتحشر نفسها في البحرين لتدعي التضييق على الحريات الدينية.. عجباً!