المتأمل الضليع في مجتمعنا الرياضي المحلي يدرك أن هناك حاجة ماسة للمزيد من الشفافية والمصارحة بين العديد من الفئات التي تدير دفة الرياضة سواء في الأندية الوطنية أو الاتحادات الرياضية بل إن هذه الظاهرة بدأت تمتد لتصيب الجسم الإعلامي الرياضي!
نجد أن في مجلس الإدارة الواحد تنافراً كبيراً بين أفراد المجلس ولا ضرر في ذلك لو أن هذا التنافر انحصر في وجهات النظر بين جدران قاعات الاجتماعات فهذه ظاهرة حضارية صحية تجسد مقولة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، غير أن التنافر أو بالأحرى «التناحر» الذي نتحدث عنه اليوم هو ما يدور من وراء الظهور!
فبينما تأتي التصريحات الصحافية والإعلامية بشكل عام محملة بالمثالية التي تعبر عن تماسك مجلس الإدارة وأن الأمور داخل المجلس تسير في الاتجاه الصحيح، نجد تسلسل الأحداث على أرض الواقع مخالفاً لهذه التصريحات شكلاً ومضموناً الأمر الذي يكشف واقع التفكك داخل المجلس بسبب غياب المواجهة الصريحة وغياب الشفافية في التعامل الإداري!
هذه الظاهرة غير الصحية هي إحدى أسباب تفاقم الكثير من القضايا الرياضية التي تعج بها ساحتنا المحلية للأسف الشديد!
قبل أسابيع تابعنا ما أثاره الزميل والأخ العزيز ناصر محمد في عموده محطات بالزميلة الأيام حول اتحاد كرة السلة وكشف من خلال تعقيبه على رد اتحاد السلة أن أعضاء مجلس الإدارة لم يكونوا على علم بالرد، وهذا الأمر يدل إما على غياب الشفافية داخل مجلس الإدارة أو على ضعف الأعضاء أنفسهم وكلتا الحالتين تدفع بالاتجاه السلبي في العمل الإداري!
أيضاً نجد اتحاد كرة القدم بعيداً أو شبه مهمش عن بطولتين كرويتين خليجيتين تحتضنهما مملكة البحرين دون أن نجد المبرر لهذا الغياب أو «التغييب»، المناسبة الأولى كانت بطولة المنتخبات الأولمبية الخليجية والمناسبة الثانية بطولة الفوتسال التي لاتزال أحداثها جارية!
صحيح أن البطولتين تقامان تحت مظلة اللجنة التنظيمية لكرة القدم والتي تتخذ من البحرين مقراً لها غير أن هذا لا يبرر غياب اتحاد الكرة باعتباره الجهة المعنية باحتضان كل البطولات الكروية التي تقام على أرض المملكة!
ثمة أشياء تدعونا إلى الاستغراب والتساؤل فلا نجد من ينير لنا الطريق بسبب غياب الشفافية والاستمرار في سياسة التضليل والمراوغة رغم أن عالمنا الصغير لم يعد قادراً على إخفاء الحقائق عن أحد فما بالكم أولئك الذين يعيشون في قلب الحدث!
منظومتنا الرياضية أصبحت اليوم في أمس الحاجة للمصارحة والمكاشفة والشفافية التي تمكنها من تجاوز الخلافات الشخصية التي تعصف بالعديد من الأندية والاتحادات وتخلصها من ظاهرة المجاملات وتدفعها إلى العمل الجماعي الجاد وصولاً إلى الأهداف المرجوة.