“النظافة من الإيمان” حديث حفظناه منذ صغرنا عن ظهر قلب ومازلنا نكرره، وبالرغم من حفظنا لهذا الحديث هل قمنا بتطبيقه على أرض الواقع؟!!
شوارعنا مليئة بالقاذورات والأوساخ وبعد أي احتفال تكون شوارعنا عبارة عن حاوية كبيرة!
البحار تشكو الحال من كثرة العلب الغازية وغيرها المتجمعة على سواحلها!!
نعم “النظافة من الإيمان” ولكن حمامات المدارس “أعزكم الله” باتت ملفى للحشرات والجراثيم والبكتيريا بسبب ثقافة اللامبالاة لدى الطلاب وفئة كبيرة من المجتمع باتت تلوث كل شيء لا يمس شخصهم!
نعم “النظافة من الإيمان” وحمامات مساجدنا “أعزكم الله” والتي تعتبر بيوت الله حالها مأساوي من كثرة التلوث والرائحة الخانقة! بعض الحمامات لا تستطيع التنفس بداخلها مع العلم أن هذه الحمامات من خلالها تستعد بالوضوء للقاء ملك الملوك رب العباد في الصلاة.
نعم قد نجد “النظافة من الإيمان” في بيوتنا وغرفنا، ولكن لا نجدها في الأماكن العامة لأننا بتنا شعباً غير مبالي، كل فرد نفسي نفسي بينما حبيبنا رسول الله “ص” يقول (“ .. أحب للناس ما تُحب لنفسك تكن مؤمناً .. “ حدثه الألباني.
الممتلكات العامة هي واجهة للشعب ولك أمام السياح والزوار، فعندما ينظر السائح لحال البلد بهذا الشكل سيأخذ انطباعاً عن المواطن بأنه غير نظيف وغير مبالي، وأن كنت لا تبالي بالسائح، نرجو منك أن تبالي أولاً بدينك ووطنك ونفسك كيف ترضى أن تعيش في وطن مليء بالقاذورات والجراثيم!!
لنتطور ونرتقي ونعمل بما جاء به ديننا ونصلح هذا الخلل ويغدو وطننا وطناً خالياً من القاذورات والأوساخ، وإن تطورنا فلن نحتاج لشركات أجنبية لتقوم بتنظيف ما تجنيه أيدينا ووفرنا مبالغ كبيرة يمكن استخدامها في مشاريع تخدم الوطن، ولعمت النظافة وباتت البحرين أجمل وأرقى، وبات الفرد يتحمل المسؤولية بشكل أكبر. والأهم أنه لوكان حبيبنا رسول الله “ص” بيننا لفرح بنا أكثر وأكثر.
الوصول للحل ليس بالصعب فسنغافورة مثال حيث كان شعبها يعيش في كومة من القاذورات وكانت المجاري في الشوارع وكان الحال مأساوياً جداً، ولكن وفي فترة قصيرة لننظر إلى سنغافورة اليوم تعتبر من أنظف دول العالم وذلك تمّ بنشر ثقافة النظافة وأهميتها على الفرد والمجتمع، وإقناع الشعب بخطة النظافة التي ستسير عليها الحكومة وإشراك الشعب بها ليشعر بأهميتها، وبعد ذلك انتقلوا لمرحلة سن القوانين والعقوبات على كل من يقوم بالمخالفة وتلويث البلد، ونُشرت هذه القوانين على أكبر نطاق مع تطبيقها على المسؤول قبل المواطن، فباتت سنغافورة اليوم إحدى البلدان التي يضرب بها المثل في النظافة.
فليس ذلك بالأمر الصعب فنحن اليوم أفضل من سنغافورة سابقاً بمراحل كثيرة وديننا الرائع يحثنا على النظافة، فكل ما نحتاجه هو ثقافة المبالاة بالآخر وحب هذا الوطن يكون بالفعل وليس مجرد قول وشعار، وتطبيق ما جاء به رسولنا الحبيب “ص” وليس فقط تكرار الأحاديث بالقول بلا فعل فهذا لا يجني ثماراً.