عالم بأسره يترقب، وهالة إعلامية ضخمة دقت طبولها من الآن للحديث عن المباراة الأكبر في مسابقة الدوري الإسباني بين الغريمين الريال والبارسا. مشاعر تتقلــب بين ثقة ورهبة وقلق الانتظار لكلاسيكـــو الجنون الذي سينطلق مساء الأحد القادم على ملعب الكامبنو. معطيات يحكيها الواقع يفسر لنا مدى جهوزية كبيرا إسبانيا لهذه الموقعة المنتظرة.
المؤشرات والأرقام تبين بأن متصدر الليجا البارسا المنتشي والمتوهج محلياً وقارياً قادر على حسم المباراة لصالحه لعدة أسباب.
صحيح أن الفريق الكتلوني كان فاقداً للهوية بداية الموسم بسبب الفكر والفلسفة الجديدة التي طبقها المدرب لويس أنريكي والتي عانى على إثرها الفريق وتسببت في خسارة بعض المباريات وبأداء متواضع، لكن مع مرور الوقت بدأت المجموعة في هضم الفكر التكتيكي لأنريكي وبان الانسجام بشكل واضح.
نجاح أنريكي في إدخال أسلوب لعب جديد قائم على المرتدات واللعب المباشر أعطى للبارسا خيارات عدة وعنصر مفاجأة للخصوم بقيادة الثلاثي المرعب ميسي، نيمار و سواريز. هذا الثلاثي الذي يمتاز حالياً بالتكامل والانسيابية في الأداء، التهديف وصناعة اللعب بالإضافة إلى الزيادة العددية التي تأتي من الخلف قادر على إلحاق الضرر بريال مدريد خاصة إذا ما استمر مدرب الريال في اتباع نفس المنظومة الدفاعية.
قدرة البارسا في فرض أسلوبه هجومياً يقابله ضعف في التحول الدفاعي بسبب عدم إجادة الفريق لأسلوب الضغط العالي كما كان معمولاً به سابقاً في عهد المدرب جوارديولا، كذلك افتقاد الفريق للاعب مهم تكتيكياً وهو سيرجيو بوسكيتس ناهيك عن ضعف أنيستا وجافي في الأدوار الدفاعية. هذه المشاكل بإمكان الريال استغلالها لمباغتة البارسا في الهجمات المرتدة عن طريق الدون، بيل وبنزيما الذي يجيد اللعب بين الخطوط أو في بناء اللعب بوجود نوعية من اللاعبين تستطيع بناء الهجمة، التدوير، الخلق والإبداع كلوكا مودريتش، إيسكو وكروس.
فوز الريال الأخير على ليفانتي جاء في وقت مناسب وبأداء ذكرنا ولو بشكل بسيط بنهاية الموسم الماضي خاصة في النصف ساعة الأولى. عودة لوكا مودريتش والقائد سيرخيو راموس أعطى للفريق الثقة، الروح والتوازن إضافة إلى الجمالية في الأداء. أنشيلوتي يعلم بمدى صعوبة الكلاسيكو وخطورة لاعبي البارسا لكنه يمتلك أدوات قادرة على حسم اللقاء فيما لو دخل بطريقة وأسلوب واضح وله في مباراتي البايرن الموسم الماضي في دوري الأبطال أكبر دليل على قدرة الملكي في حسم اللقاءات الكبرى.
نحن في شوق لهذه القمة المنتظرة لمعرفة من سيبتسم له الحظ ويفرح في نهاية اللقاء.
جبروت الكتلان أم هيبة الملوك.. لمن الكلمة العليا؟؟