تواردت الأنباء عن تكليف سليماني وحسن نصر الله التدخل لدعم شيعة البحرين بعدما حققا نجاحاً مبهراً في سوريا والعراق، ونقول هنا لخامنئي؛ هل الوحي تأخر عليك ولم يخبرك عن البحرين إلا بالأمس؟ فأين أنت عن البحرين منذ أربع سنوات مضت؟ وماذا كان يعطل أساطيلك وغواصاتك وطائراتك عندما كان لك البحر مفتوحاً من كل الجهات والبر مكشوفاً ليس عليه منصات إطلاق صواريخ ولا مضادات للطائرات؟ لماذا لم تنصرهم عندما استغاثوا بك وضربوا بأيديهم على الطاولة؛ أم أن قنوات البث عنك محجوبة؟ وربما ليس لديك الوقت لمشاهدة قناة العالم والمنار التي كانت تبث لقطات قصف طائرات الأباتشي للدوار، ولم تشاهد الدبابات وهي تدك المناطق أو الإعدامات التي كانت تنفذ في الشوارع على أشواك الرافعات؟ ولم تر بعينك ذبح الأطفال بالسكاكين، ولم تشاهد كيف كانت تبقر البطون، بالضبط كما فعل سليماني ونصر الله في شعب العراق وسوريا، أم أنك كنت واثقاً بأن هذا لم ولن يحصل في البحرين، لأنه لا يرتكب مثل هذه الجرائم الوحشية إلا حرسك الثوري وميلشيات الحكومة العراقية وحزب الله ونظام بشار.
إن من اعترف بأن سليماني حقق نجاحاً مبهراً في العراق وسوريا؛ نفى بتاريخ 7مارس 2015 على قناة العالم على لسان ممثله علي سعيدي أن يكون لسليماني أي دور في العراق، وإنه مجرد استشاري فقط حيث قال «إن تواجد سليماني في العراق يأتي فقط لتقديم مشاورات عسكرية إلى الجانب العراقي، وليس لدينا أي قوات على الأرض في هذا البلد وأن دور بلادنا يقتصر فقط على تقديم مشاورات».
فهل التدخل في البحرين سيكون عن طريق تقديم استشارات أم عن طريق تدخل عسكري؟
فإذا كان التدخل تقديم استشارات فقط، نقول لخامنئي إن استشاراتك لم تفلح في 2011 ولن تفلح أبداً، لأنها استشارات مبنية على إغراء شيطاني، كما ذكر الله في كتابه، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس قد أطال فيه الجلوس، قال، فقال: يا أبا ذر هل صليت؟ قال: لا يا رسول الله، قال: قم فارجع ركعتين، قال: ثم جئت فجلست إليه فقال: يا أبا ذر هل تعوذت بالله من شياطين الجن والإنس؟ قلت: لا، يا رسول الله، وهل للإنس من شياطين؟ قال: نعم هم شر من شياطين الجن، وصححه ابن كثير، فعن عكرمة قال: فيأتي شيطان الإنس شيطان الجن فيوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا.
كما وصف الإمام ابن القيم هذا الوحي الشيطاني «الكلام الباطل والآراء المتهافتة والخيالات المتناقضة التي هي زبالة الأذهان، ونجاسة الأفكار والزبد الذي يقذف به في القلوب، التي تعدل الحق بالباطل والخطأ بالصواب.
قد تقاذفت بها أمواج الشبهات، فمركبها القيل والقال وكثرة الجدال ليس لها حاصل من اليقين يعول عليه، ولا معتقد مطابق للحق يرجع إليه»، إنه نفس الهذيان الذي جاء على لسان علي سعيدي ممثل خامنئي، بأن دور سليماني في العراق استشاري فقط، ثم يقول خامنئي إن سليماني حقق نجاحاً مبهراً في العراق.
إما إذا كان التدخل الذي يقصده خامنئي تدخلاً عسكرياً، فنقول له أهلاً بفلولك وجيوشك في أرض البحرين، فقد اشتاقت إليكم الحفر وتلهفت إلى لحمكم الدود، فأرض البحرين الطاهرة لا يمكن أن تدنس أبداً، فهي أرض ليس للأشرار عليـــها مستقر، وقد أذاقت أسلافكم الويل على يد أحمد الفاتح ورجاله، وسيذوق سليمان ونصر الله وأذنابهم ما ذاق أسلافهم، ولكن لا بد هنا أن ننصحهم بألا يستمعوا إلى شياطينهم التي سوف تتخلى عنهم عندما ترى رقابهم قد طارت وأشلاءهم تناثرت.
نتمنى هنا من الدولة أن تعيد النظر في خطوط الطيران المفتوحة والرحلات البرية والبحرية بينها وبين بغداد وطهران، والتي خدمت مهمة التدريب العسكري لأتباع إيران في البحرين، حيث لم تطير يوماً رحلة ولم تبحر باخرة ولم يتحرك باص إلا فيه من المجندين الذين يتم تدريبهم عسكرياً في معسكرات التدريب في جنوب لبنان والعراق وإيران، ثم يعودوا إلى البحرين للتنفيذ، وذلك لإثبات جاهزية تدريبهم، وما حصل من مطاردات في شارع المعارض وإطلاق النار من قبل الميليشيات الوفاقية إلا دليل ذلك، كما هي جزء من الاستشارات التي قدمها سليماني والدعم الذي قدمه نصر الله، لأن التهديد بالتدخل في البحرين من قبل سليمان ونصر الله لن يعدو أكثر من ذلك، بعدما وصلت الحالة النفسية لأتباعهم لمرحلة الاحتضار.
فمن الضروري أن يلحقوهم بصدمة إنعاش لعلهم يلحقون عليهم قبل لفظ أنفاسهم الأخيرة التي نحن نسمع صفيرها، وذلك بعدما استطاعت الدولة بسياستها وعدالتها وحكمتها أن تبسط الأمن في البحرين، وهو ما أغاظ خامنئي وجعله يفقد أعصابه ويعلن تدخله في البحرين.