بعد أن كتبت في بداية الأسبوع الحالي مقالي الذي عنونتة بـ«أين الشباب..؟» والذي تساءلت فيه عن أمور كثيرة تتعلق بغياب العناصر الشابة عن العمل الإداري في مجال الرياضة وأن الشباب مازالوا لم يحصلوا على فرصتهم بعد في العمل الرياضي بشكل واضح وصريح، حيث مازالت الوجوه القديمة التي مرت على آبائنا هي نفس الوجوه التي مرت علينا وتمر على أبنائنا وستستمر في الثبات في مكانها لأجل لا يعلم به إلا الله عز وجل!!!
وذكرت بأن هناك أسماء تتكرر والفشل يزداد والشباب مازال مهمشاً مركوناً على أرفف الزمن بانتظار من ينفض الغبار عنهم ويعطيهم الفرصة في ظل حرب الكبار ضدهم، وكانت التساؤلات واضحة في مقالي «إلى متى سيظل الحال على ما هو عليه في رياضتنا؟ إلى متى ستستمر الأسماء المسيطرة على رياضتنا والتي أعادتها للخلف تكبت طاقات الشباب وتحاول تحطيم هذه الطاقات؟ أما آن الأوان أن يتم إعداد جيل جديد شاب يحمل لواء الرياضة البحرينية ويقودها للنور بعد سنوات ظلام طويلة».
وكانت المطالبة أوضح من الأسئلة بأن تبدأ المؤسسة العامة للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية بإطلاق برنامج مشابه للبرنامج في الخطة الوطنية لتأهيل المدربين الوطنيين خاص بتأهيل الكوادر الإدارية تمهيداً لضخها في الساحة الرياضية في عملية جادة لإحلال جيل جديد ذي رؤية وأهداف متطورة.
وبالطبع فقد كان كلامي لا يعني إقصاء أصحاب الخبرة عن مواقعهم قبل إيجاد البديل وحتى بعد إيجاده، فلحين تجهيز هذا الجيل وبعد تجهيزه لابد أن تكون خبرة أصحاب الخبرة هي المرجع في العمل.
وبعد أن طرحت الموضوع يوم الإثنين الماضي تلقيت ردود أفعال كبيرة وغير محدودة من الشباب العامل في المجال الرياضي وغير الرياضي، لكن ما شدني في كل تلك الردود هو تعليق قصير من أحد الزملاء الإعلاميين المميزين والراقين من الشباب، فبرغم قصر التعليق إلا أنه يحمل من البلاغة الشيء الكثير، حيث يحمل في طياته واقع ومعاناة وطموح أجيال موجودة وأجيال ستأتي، فكان تعليق الزميل هو (الكرسي محجوز.. للعجوز!!!) فهذه الكلمات الثلاث عبرت عن واقع العمل الرياضي المحجوز عن الشباب بشكل كبير واقتصار عملهم بأن يكون خلف الكواليس على الرغم من ترحيب الكبار في عملية التجديد والتغيير في كل شيء بعيداً عن مناصبهم، وهذه هي الطبيعة البشرية التي دائماً ما تحب التملك والديمومة، فتخيل بأن الإداريين الكبار يحثون المدربين على إيجاد دماء شابة وإيجاد أجيال جديدة تحمل راية فرقها في المنافسات بينما تغض الطرف هي نفسها عن التجديد وضخ الدماء الجديدة والشابة في مجال العمل الإداري الرياضي.
نصيحة أقدمها لكل من يرى بأنه كبير في منصبه بأن يرجع لقصة الخليفة هارون الرشيد مع الرجل الذي يدعى بهلول والتي على إثرها خرجت لنا المقولة الشهيرة (لو دامت لك.. ما وصلت إليك) ويضعها عبرة له وينصح بها غيره من بعده ليعمل بها من أجل ضمان ديمومة العمل بالتعاقب وتوليد أجيال جديدة بدلاً من السيطرة المطلقة دون إنتاج.