أيام قليلة ويجتمع القادة العرب في قمتهم التي تستضيفها أرض الكنانة، رغم أن هذه القمة سنوية وتقليدية، إلا أنها تعقد في ظروف استثنائية بسبب التحديات التي يواجهها العرب من الخليج إلى المحيط والتدخلات الإقليمية والدولية الواسعة في شؤونهم الداخلية، والفوضى العارمة والإرهاب المشين المنتشر هنا وهناك.
ومع قرب انعقاد القمة العربية فإننا ننتظر دور القادة العرب مع دور مصر الريادي لمواجهة هذه التحديات، وفي مقدمتها الدور الإيراني الخطير الذي يعصف بالعرب بعد أن قامت طهران باحتلال 4 دول عربية، بالإضافة إلى تدخلاتها المريبة والمستمرة في شؤون البحرين.
احتلت طهران ثلاث دول بدءاً من لبنان وإفشال مشروع الدولة، ثم العراق وانتهاج سياسة التطهير الطائفي ومشروع تفريس الدولة، بالإضافة إلى سوريا ودعم جهود النظام الحاكم لقتل وتهجير الشعب السوري الشقيق، وانتقلت إلى صنعاء لتكون العاصمة الرابعة، وعاثت فيها دماراً وفساداً، وقبل ذلك شاهدنا عنصرية طهران في تعاملها مع عرب الأحواز. لا يمكن السكوت أكثر أو دفن الرؤوس في الرمال، فتكرار التجربة الإيرانية في أكثر من بلد عربي واضح وغير مقبول نهائياً.
القمة العربية المقبلة فرصة لتكاتف الدول مع شعوبها لمواجهة مخاطر التمدد الإيراني التي إذا استمرت ستقضي على مكتسبات العرب وهويتهم العربية الإسلامية الأصيلة.
هناك من يتسابق اليوم من أجل التطبيع مع طهران انطلاقاً من مصالحه الذاتية، وتجاهل مصالحه الاستراتيجية مع دول مجلس التعاون والدول العربية الأخرى.
إيران خلقت فوضى وإرهاباً واسع النطاق في المنطقة، ولا بد من إيقاف كافة سياسات التطبيع مع جارة العرب التي لم تحترم يوماً حقوق الجيران أو حقوق الإنسان. ونحن كعرب بحاجة ماسة لموقف حازم تجاه إيران وسياساتها التوسعية ونشرها للتطرف الثيوقراطي والإرهاب في العالم العربي. وندرك جيداً أن الولايات المتحدة في طريقها للتطبيع الكامل مع إيران قريباً رغم احتلال الأخيرة لأربع دول عربية، ولكننا نؤمن ونطالب بضرورة مغادرة طهران هذه الدول من غير رجعة، فلا للتدخل الإيراني في الشأن العربي.

يوسف البنخليل