لم يكن الكلاسيكو الأخير عادياً وإن كان مبدأ الفوز والخسارة في حسابات كرة القدم أمراً مقضياً، بل كشف لنا اللقاء عن قراءات واقعية رغم ما قيل عنها في بداية المشوار أنها كارثية وأخرى أوهام كانت في مخيلة أصحابها أحلام، وحسابات من الممكن أن تتغير بنهاية الموسم الجاري.
فوز البارسا بنتيجة المباراة كان منطقياً رغم سيطرة الريال على مقدرات الشـــوط الأول وبإضاعة فرص كثيرة كانت كفيلة بإنهاء المباراة لصالحه مبكراً لكن العملاق الكتالوني أدار اللقاء في الشوط الثاني حسب ما أراد وتعامل مع قوة الريال ونقاط ضعفه بالطريقة المثلى فاختفى الملكي وتعملق البارسا في بسط السيطرة وصناعة الفرص.
نجاح لويس إنريكي في إدخال أسلوب لعب هجومي جديد على منظومة الأداء رغم ما قيل عن فشله في بداية مشواره مع الفريق هي انتصار لفكر وفلسفة جديدة لم يعتد عليها لاعبو ومسيرو النادي بحيث بتنا نرى ثمارها الآن. هذا النجاح عززه تميز آخر في قدرته على قراءة الخصوم والتعامل الممتاز أثناء المباريات كما حصل في لقائه مع أتلتيكو مدريد حين تعامل معهم بنفس أسلوب مدربهم دييغو سيميوني في فرض أسلوب اللعب البدني، افتكاك الكرة في منطقة الوسط والتفوق في المرتدات.
ميزة أخرى تحسب للويس إنريكي وهي نجاحه في إدارة الأزمات خاصة حادثته الشهيرة مع ميسي وكيفية التغلب على أكبر مشكلة موجعة للرأس، أيضاً مقدرته على تحفيز واستخراج الأفضل من لاعبيه وخلق الانسجام بينهم عكس الذي شاهدناه في الموسم السابق مع المدرب السابق الأرجنتيني تاتا مارتينو.
تعاقد فلورينتينو بيريز مع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي كان بهدف إحراز البطولات وأهمها بالطبع دوري أبطال أوروبا مع تقديم الأداء الممتع القوي كما هو معروف ومتوارث بوجود ألمع نجوم العالم. كان لبيريز ما أراد حين تمكن أنشيلوتي من الفوز بالكأس العاشرة، لكن هل أنشيلوتي هو الرجل المناسب لتكملة المشوار مع الميرينغي؟
هناك مؤشرات ودلائل واضحة تقول بأن أنشيلوتي أفلس تكتيكياً وفشل على مستوى التحفيز وإدارة المجموعة.
ريال مدريد في عهد أنشيلوتي لم يستطع الفوز على أتلتيكو مدريد إلا في نهائي دوري الأبطال. معاناة الريال تستمر كلما لعبت الفرق التي تواجهها بتنظيم عالٍ. أنشيلوتي لم يعد قادراً على الابتكار وبات أسيراً لقدرات لاعبيه عل وعسى لمحة من رونالدو تنقذه وتعطيه الأمل.
الخديعة الكبرى جاريث بيل!! أثبت للجميع بما لا يدع مجالاً للشك بأن مكانه في الأندية المتوسطة وليس في الملكي. مائة مليون يورو دفعت فيه كانت من الأجدى أن تدفع لماركو ريوس ومهاجم صريح مع إمكانية شراء لاعب ثالث. في مباراة الكلاسيكو كان أداؤه كارثياً وبان من لغة الجسد أنه غائب وكأنه يحضر نفسه للانتقال للدوري الإنجليزي الموسم القادم.
بيل فقد الاهتمام والانسجام وأعتقد أن بيعه في نهاية الموسم هو القرار الصائب.