سيقول لي البعض إن «لو تفتح عمل الشيطان»، لكنني سأقول بأن بعض «اللو» اللواتي نفكرن فيهن على العكس، لن تفتح عمل الشيطان بل ستبدله بعمل طيب وإيجابي يخدم المجتمع والناس.
فقط أفكر بأنه «لو» نجحنا في تسديد الدين العام على الدولة والمتوقع أن يبلغ 7 مليارات دينار، لو حصل ذلك لانفتحت الكثير من الأبواب على الوطن والمواطن، لقامت مشاريع عديدة، ولتسهلت خدمات كثيرة، ولكان تلبية مطالب المواطن بشأن رفع الدخول وتحسين الوضع المعيشي أمراً سهلاً وهيناً. أيضاً «لو» نجحنا في تأسيس آلية صحيحة لمحاسبة الفساد والمفسدين، أو كما يسميهم البعض «تخفيفاً» المستهترين، لما ضاع فلس واحد من الموازنات، ولما احتجنا لديوان للرقابة المالية والإدارية ليدقق ويرصد التجاوزات، ولما تعطلت مشاريع، ولما فرض علينا العيش في قلق من أزمة مالية بسبب نقص مبالغ المصروفات.
و«لو» وضعنا الأشخاص المناسبين المؤهلين في الأماكن الصحيحة والمناسبة، لما وجدنا حالة تذمر واحدة في المجتمع، ولا نبالغ في ذلك. إذ حينما يحمل الأمانة من هم أهل لها، ومن يضعون الوطن والمواطن نصب أعينهم في كل عمل يقومون به، وفي كل مشروع يقومون عليه، فإن المصلحة ستكون للناس ومن ثم للوطن. «لو» حرصنا على انتقاء المسؤول المناسب القادر على العطاء، لما وجدنا تخطبات عديدة في قطاعات مختلف، ولما رصدت تجاوزات هنا وهناك، ولما وجدنا أصلاً فشلاً يذكر ويسجل.
وأيضاً «لو» حرص كل مواطن على بلده، وآمن بأن أقل ذرة من ترابها أمانة في عنقه، وأن الدفاع عنها واجب مقدس، وأن التصدي لمن يستهدفها أمر حتمي هو ملزم به، وأن حرقها أو تخريب مرافقها أو إرهاب أهلها أو مناهضة نظامها كلها أمور محظورة لا تتسق مع المواطنة الحقة، فوالله لتحولت بلادنا إلى نسخة مصغرة من جنان الدنيا، فيها الناس يعيشون بسلام وأمان، وفيها البناء والتعمير والتطوير، لا التخريب والهدم.
وكذلك «لو» رأينا النواب الذين ينتخبهم الناس يعملون معاً ويتحركون معا وكأنهم شخص واحد، له إرادة واحدة، تتناغم أجزاء جسمه في التحرك باتجاه واحد، لتحققت كثير من رغبات الناس، ولما مررت أمور تضر الناس أو تنتقص من حقوقهم، ولما تولد لدينا السخط الكبير والواضح لدى الشارع إزاء أداء الأشخاص الذين انتخبهم ليحققوا له مطالبه.
هناك بالفعل «لو» تفتح عمل الشيطان، كما أخبر رسولنا الكريم ونقل عنه، تلك الـ«لو» التي تدخل في نطاق الاتكالية والكسل والخمول والاعتماد على الغير، وتلك التي تنسف دافعية الفرد وتجعله إنساناً «حالماً» فقط يظن بأن الأمور تتغير بالتمني لا بالعمل والسعي الجاد لأجل تحقيقها.
وهناك بحسب قراءتنا البسيطة كأشخاص «لو» طيبة، تفرضها عوامل الزمن، تلك التي تقيم كل ممارسة غير صحيحة وفعل خاطئ وتحاول قلبها وعكسها لما هو صحيح.
نريد الـ«لو» التي لا تفتح عمل الشيطان، بل نريد «لو» التي تصلح ما أفسده الإنسان عبر الزمان.