نسأل أحد وجوه المؤامرة الانقلابية الإعلامية ونقول له؛ إذا كان كما تدعي أن جماعات تحمل اسم الإسلام تدمر المساجد وتقتل المصلين وتدمر التراث والآثار وحرق الكتب والمكتبات في العراق، فبأي اسم تقوم الميليشيات الوفاقية التي تمارس جرائم الإرهاب من حرق وقتل وتفجير وترويع المواطنين في البحرين منذ 4 سنوات دون أن تذكرها مرة ولا ذرة، أو أنك لا تدري ولا تعلم ولم تقرأ ولم تصلك الأخبار عن التفجيرات والأعمال الإرهابية التي تمارسها هذه الميليشيات، أو أن هؤلاء الضحايا ليسوا عزيزين على قلبك وتزدريهم وتحتقرهم كما تحتقر وتزدري المكون الرئيس للشعب العراقي الذي يذبح على يد النظام الإيراني، الذي ترفع تحياتك لمرجعيته التي أفتت بقتل سنة العراق وسوريا.
كما نسأله؛ أين تأسيك على شعب العراق الذي يذبح منذ 2003؟ وأين تأسيك على حرق مئات من المساجد لأهل السنة في أعقاب أحداث سامراء في 2006 حتى اليوم؟ ولماذا لم تتطرق في المقال الذي تأسيت فيه على حرق الآثار والمكتبات ولم تذكر الجرائم التي ارتكبها الحشد الشعبي العراقي الذي تم تشكيله بدعوى محاربة «داعش»؟ والذي قامت ميليشياته بحرق وتدمير أكثر من 47 قرية سنية غير جرائم القتل وتهديم المساجد وجرائم هدم البيوت على أصحابها التي نفذها هذا الحشد، وها هو شاهد منهم، المدعو مقتدى صدر، يعترف بلسانه على هذه الجرائم، حيث يقول التقرير «طالب مقتدى الصدر بفتح تحقيق ومعاقبة كل من تورط في مناطق المعارك مع تنظيم داعش بهدم البيوت والمساجد وجرائم التعذيب والتنكيل بالجثث وقطع الرقاب والحرق ووصف هذا الحشد بالميليشيات الوقحة في صفوف قوات الحشد الشعبي التي هي من قامت بهذه الجرائم».
أم أنك أعلم بالحقائق من مقتدى الصدر؟ ليس أعلم فقط من مقتدى الصدر بل حتى أعلم من جو ستورك نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش الذي تحتفي صحفيتك بتقاريره المؤيدة للانقلابيين، حيث اعترف هو الآخر بجرائم الحشد الشعبي الشيعي حيث قال: «لا يمكن للعراق كسب المعركة ضد داعش عن طريق قتل المدنيين وجلب الدمار»، أم أن مقتدى وستورك كلاهما مفتريان وكاذبان؟!
وها هو أيضاً نص آخر يقول فيه «الأحداث التي تدور من حولنا توضح عمق الكراهية المغروسة في نفوس البعض وقدرة هؤلاء على ممارسة أبشع الأعمال المنطلقة من احتقار الآخرين وعدم الاعتراف بحقهم في العيش الكريم»، ونسأله؛ أين هذا الضمير الذي لم تحركه الجرائم التي ارتكبها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والعراقي في سوريا؟ ألم تشاهد قطع رؤوس الأطفال؟ ألم تشاهد البراميل المتفجرة تتساقط على الشعب السوري من طائرات النظام الإيراني والسوري؟ أم أنك ستقول عنها براميل المن والسلوى طالما تسقط على مناطق أهل السنة؟
ونقول لهذا الإعلام الباطل أن من يعمق الكراهية ويغرسها في النفوس ويحتقر الآخرين ولا يعترف بحقهم في العيش الكريم، هو من يستصغر الأرواح التي تسقط ضحايا الإرهاب في البحرين ويشير إلى إرهاب فردي في بعض الدول الغربية فيقول «رأينا قبل فترة كيف تم استهداف شخص بريطاني يعمل في الفرقة الموسيقية للجيش، وذلك أثناء تجوله في أحد شوارع لندن إذ قتل بدم بارد وصورة بشعة، والمصيبة أن من يرتكب هذه الجرائم يعتقد أن ذلك سيوصله لنيل رضا الله»، وهو ما يبين لنا إلى أي مدى وصلت هذه الكراهية والحقد الذي يميز صاحبه بين الضحايا حسب المصالح الإيرانية، فإذا كانت الضحايا نتيجة الإرهاب الإيراني فهو إرهاب لا يذكره ولا يشير إليه، أما إذا كان الإرهاب يخدم المصالح الإيرانية فهو يشير إليه حتى لو كانت الضحية «عنزة»، فهل هناك أكثر عمقاً من هذه الكراهية؟
لكن لا تستغربوا من هذا المهووس بتقديس إيران، فهو من رفع التحية للسيستاني في مقال له في 2005 حيث قال فيه «تحية لك أيها السيستاني الأصيل.. فأنت إنساني وأنت إسلامي قبل أن تكون إيرانياً، ولذلك فإن الشعب العراقي ينظرون إليه ويحمدون الله أن الدنيا مازالت بخير لأن هناك من يتحمل الأعباء والأثقال ويسير دون أن يأبه بما يقوله المتخرصون وأن الأيام الدامية التي يمر بها العراق ستنتهي وسينتصر هذا الشعب».