ظهيرة الأمس استضافني البرنامج الإذاعي الناجح الذي تقدمه الإعلامية المميزة هدى درويش «ستار كافيه» عبر الهاتف في نقاش أثراه وجود الإعلامي الكبير المميز سامي هجرس، والذي عاد مؤخراً لتقديم برنامجه المميز عبر شاشة التلفزيون، النقاش كان في شأن موضوع مهم يرتبط بالإعلام والمواطن.
وفي سياق النقاش قلنا بأن الإعلام هو مرآة المواطن في المقام الأول، وليس مجرد أدوات ترف يستخدمها بعض المسؤولين لتطريز اسمهم أو تحركاتهم على صفحات الجرائد في حين الواقع يشير إلى العكس تماماً. الإعلام إن لم يكن محوره إيصال نبض الشارع ونبش هموم الناس وتقديم مشاكلهم بوضوح وإبرازها للعلن حتى يتحرك لحلها من يعنيه الأمر، فلا خير فيه من إعلام.
نحن إعلام لا يخدم الناس، لا طعم ولون ولا رائحة له، بل لا لازمة له، لأن المواطن لن يجد فيه متنفساً له، والأخطر ألا يجد فيه أهلية لثقته.
إن كانت السلطة التشريعية هي من تراقب السلطة التنفيذية، فإن الصحافة هي من تراقب الأولى والثانية، وهي التي يجب أن تكون المتنفس الأكثر رحابة والأغزر مساحة للمواطن حتى يتكلم، وهي المسألة التي طالبنا بأن يكون إعلامنا الرسمي مدركاً لها، وأن يركز في برامجه سواء في الإذاعة والتلفاز على الناس بشكل أكبر من التركيز على الوزراء وإبراز أعمالهم.
لا نقول ذلك لأن هناك أعمالاً وحراكاً لا يستحق أن يبرز، بل على العكس هناك من يستحق تغطيته والاهتمام به وتوصيل الهدف منه للمواطن والمتأثر والمستفيد، لكننا نقول ما نقول لمنع ظاهرة سيئة باتت تستشري بخصوص علاقة المسؤولين بوسائل الإعلام، إذ أصبح هم كثير من المسؤولين لا يرتبط بجودة العمل وصحة مخرجاته وخدمة الناس، بقدر ما أصبح همهم تصوير ما يفعلون ونشره في الصحف، بقدر ما أصبح همهم أن يذهب التلفزيون لتغطية فعالياتهم حتى لو كانت غير ذات أهمية، وأن يعقبها تصريح ولو لثوان في التلفزيون الرسمي.
هذا ملاحظ بشدة في بعض القطاعات ولدى بعض المسؤولين، وهو ما يجعلنا نقول بأننا في وسائل الإعلام المحلية لدينا حراك رهيب خطير وعمل محبوك والقائمون عليه محنكون، في حين الواقع يقول شيئاً آخر بكثرة المشاكل والمصائب والإخفاقات وحالات الفشل.
والله بتنا نتمنى أن يختفي الوزراء والمسؤولون من على صفحات جرائدنا وأن يقل ظهورهم على شاشات التلفاز، وأن ينشغلوا عوضاً عن ذلك بأمور أعمالهم اليومية ومسؤولياتهم، أن يعملوا بصوت وبدون جلبة و«قرقعة»، وأن يؤجلوا البروز والظهور والتفاخر إلى حين يتحقق الإنجاز الذي يستجلب رضى الناس وإشادتهم.
باختصار نقول لبعضهم: رجاء اعملوا في وزاراتكم وقطاعاتكم، ولا تعملوا في الصحافة والتلفاز، إذ كارثة كبرى حينما يكون الهم الأكبر للوزير الصحافة والإعلام وتغطياتهما لما يفعل على حساب جودة ما يفعل، وصحة ما يخطط له، والنجاح في خدمة المواطنين.
لا نريد حراك أقوال في الإعلام، بل نريد حراكاً جدياً على أرض الواقع، نتائجه ونجاحاته هي ما تفرض فرضاً وجوده في الإعلام.
- اتجاه معاكس..
فقط نتأمل في الحالة التي مر بها البحرينيون «المخلصون» يوم أمس، في وسائل التواصل الاجتماعي والإذاعة وغيرها حينما تنامى لعلمهم خبر الفحوصات الطبية الناجحة لوالد الجميع الأمير العزيز على قلوب المحبين لهذه الأرض صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.
حب هذا الرجل ومكانته في قلوب الناس بحد ذاته قصة متفردة من نوعها، من يحب البحرين لابد وأن يحب خليفة بن سلمان، من دافع عن تراب هذه الأرض الغالية لابد وأن يكون خليفة بن سلمان رمزاً لديه وملهماً وصمام أمان، فهذا القائد الكبير علمنا كيف يكون الدفاع عن الوطنية وعن تراب الأرض وعن الثوابت، وقف في وجه شاه إيران بأطماعه، واستمر وقوفه لأجل البحرين وشعبها في كل ما مرت به بلادنا وما حاقها من أخطار واستهداف.
كيف لا يحبك الناس يا خليفة بن سلمان وأنت رمز الثبات، وأنت المجتهد في عملك طوال هذه العقود، وأنت المدرسة الإدارية التي مازلنا نطالب وزراء الدولة بالعمل وفق ملامحها وأعرافها.
حفظك الله يا خليفة، وأطال في عمرك وأمدك بالصحة والقوة، وتستاهل الحب الجارف من شعبك وأرضك الطيبة.