لماذا كلما بحثنا عن البحرين على الأون لاين لا نجد غير فيديوهات وصور وأخبار للحرائق ولغازات مسيلة للدموع؟ أليس للبحرين قصص وصور إنسانية جميلة تستحق أن تروى وتستحق المشاهدة؟ أليس هناك قصص جميلة مغرية للعرض الإعلامي؟
كيف نخبر العالم قصة البحرين الناجحة اليوم؟ كيف نغري وسائل الإعلام الأجنبية بعرض قصتنا؟ أين الإثارة أو أين اللقطة أو أين الخبر الذي يجذب وسائل الإعلام الأجنبية؟ ما هي عناصر الجذب في حكاية البحرين الجميلة؟
لدينا واقع المرأة المتقدم لدينا واقع التعايش بين الأديان لدينا الحريات الدينية لدينا الاستقرار التشريعي والاقتصادي وعدم تعرض البحرين لهزات اقتصاد عنيفة لدينا نوعية الإسكان الحكومي لدينا خدمات للرعاية الصحية متقدمة جداً لدينا مجانية التعليم والعلاج ولدينا مستوى معيشي مغرٍ للأجانب ولدينا العديد مما يعد قصصاً جميلة ممكن أن تروى إعلامياً لمخاطبة الخارج.
لأعطيكم مثالاً واحداً فقط ولدينا العشرات إن لم يكن الآلاف من القصص التي تشكل عناصر جذب إعلامية لأي وسيلة إعلام أجنبية أو حتى لأي زائر أو وافد أجنبي.
في لقاء جرى في فندق الشيراتون البحرين مع سيناتور أمريكي من الحزب الجمهوري قلت له استمع لي كامرأة بحرينية قبل أن تستمع لي ككاتبة للمقال السياسي، فأنا سيدة ورثت أسلوب حياتي كامرأة من فكر وعقل أمي وأمي ورثته من أمها ولدي ابنة أورثتها هذا الأسلوب وأنوي أن أساعدها وأساعد زوجات أبنائي كي ترث حفيدتنا ذات الأسلوب.
لنا حرية المأكل والملبس والفكر والمنطق والحياة، نختار من نعبد وكيف نعبد إلهنا ونختار حياتنا وحرية تنقلاتنا بأنفسنا نختار تعليمنا ووظائفنا ومشاريعنا الخاصة إن أردنا لا الرجل ولا الدولة وصية علينا ورواتبنا إن توظفنا لا تختلف عن رواتب الرجال ولدي حق الوصول للعدالة بنفسي وأحكام الرجل لا تختلف عن الأحكام التي تنفذ على أي امرأة في وطني.
هذه مكاسب عظيمة تكافح نساء العالم من أجلها وتموت وتستشهد للحصول عليها، أخذتها جداتنا الأوائل في البحرين منذ أكثر من قرنين ووصلت لأمي وأمي سلمتني إياها وسلمتها لابنتي وهكذا ننوي تسليم عصا المكاسب الماراثونية لحفيداتنا ولن نسمح أبداً لكائن من كان بما فيها دولة كالولايات المتحدة الأمريكية أن يحرمنا منها فالدفاع عنها قصة نجاح لنساء العالم كله (ذكرت نفس القصة للسفير البريطاني السابق).
الأثر الذي تحدثه هذه القصة البحرينية على من يتلقاها من الأجانب كان كبيراً رويتها بحرقة صدقت في كل حرف فيها وشهدت أثرها على تعابير الوجه ولغة الجسد ولمعة العين والتفاعل معها الذي جاء مثيراً وحقيقياً لأن المتلقي شاهد القصة وسمعها حية ترزق.
واقع المرأة البحرينية قصة نجاح عظيمة وجميلة لمملكة البحرين وبها من الأرقام والإحصائيات المدعمة بالمعايير الدولية والمقارنة ما يجعلها واجهة يفتخر بها أي نظام سياسي واجتماعي واقتصادي يقدمها للعالم، لكنها كغيرها من الواجهات لم توظف ولم تستثمر بشكل جيد لمخاطبة المجتمع الدولي، مثل قصة الكيلومتر المحيط بكنيسة المنامة والحاوي على مسجد ومأتم وكنيسة ومقبرة لليهود، قل لي إن وجدت مربعاً كهذا في أي بقعة في العالم؟ إنها واجهة أخرى لنظام سياسي ناجح جمع النقائض في مربع واحد دون أن تتقاتل، لدينا كتاب الأخت نانسي خضوري عن بدايات اليهود في البحرين وذوبانهم في النسيج البحريني، لدينا ولدينا ولدينا إنما نحتاج أن نقدم هذا الخطاب بلغة خاصة ومفردات خاصة ومدخل خاص لها يتناسب مع الأذن الأجنبية ولا أقصد باللغة جنسيتها فقط.
مثل هذه القصص وغيرها كثير ومادتها الخام موجودة وحية وحقيقية وعصرية تحتاج فقط إلى أن تخرج بشكل عصري جميل قصير سريع يتناسب مع رتم الحياة ونحتاج بعد ذلك أن يكون لنا فريق دعم تقني وفني يجعل من هذه المشاهد والقصص على رأس قائمة المشاهدات.
والله إننا أفشل محامٍ لأنجح قضية وهذا ما يغيظك!!