من الأخبار اللافتة والطريفة التي نشرت أخيراً أن سيدة بحرينية رفعت دعوى لدى محكمة الأمور المستعجلة طالبت فيها بإبعاد ديك جيرانها الذين لم يستجيبوا لرغبتها في إسكاته رغم تكرار محاولاتها، ورغم علمهم بما يتسببه من إزعاج يحول بينها وبين التركيز في تحصيلها الدراسي، حيث تعد لنيل درجة الماجستير. الأطرف في الخبر أن مصالحة تمت بينها وبين الجيران قبل الدخول على القاضي وذلك بعدما تفهم الجيران وضع جارتهم وظروفها وتعهدهم بإبعاد الديك نهائياً.
مشكلة المرأة حلت بالتفاهم مع الجيران، ولو في آخر لحظة، فصار لها أن تذاكر وتركز في دراستها وتحقق مرادها، لكن كيف يمكن حل مشكلة المنطقة مع الديك المزعج الذي اسمه «إيران»؟
المنطقة تعاني من صياح هذا الديك الفارسي الذي لا يتوقف عن إزعاج الجميع وفي كل الأوقات. ورغم قدم المشكلة إلا أن إزعاج هذا الديك لم يتوقف ولم يتم التوصل إلى حل مناسب بشأنه، والواضح اليوم هو أن صوت هذا الديك سيزداد قوة وبالتالي سيزداد إزعاجه لكل من حوله، حيث التوافق بين إيران ودول الغرب وعلى الخصوص الولايات المتحدة بشأن الملف النووي والذي صار جاهزاً من شأنه أن يمكن هذا الديك المزعج من رفع صوته أكثر، ويتيح له فرصة تنويع صياحه وصولاً إلى أن يخرج لسانه للآخرين.
الديك الفارسي المزعج بدأ أخيراً تحركه المريب في اليمن، وها هو يتواجد في صنعاء بكثرة ويخطط ويشارك في التنفيذ ويدعم بكل ما أوتي من قوة وطائرات توصل الأدوية والأسلحة وتأتي بالجرحى لعلاجهم في طهران، فهذا الديك يموت لو توقف عن الصياح وإزعاج الجيران وتخريب حياتهم، فهو حريص على حرمان كل من حوله من الاستمتاع بحياته ومن حتى التفكير في رفع دعوى ضده في أي محكمة.
هذا الديك وبعد أن أفسد حياة الناس في لبنان والعراق وسوريا وابتزهم أبشع ابتزاز ودمر كل ما عمروه وشرد شعوب هذه البلدان وأخضعهم لقراراته وسلطته انتقل على الفور إلى اليمن فسلب منه أهم صفاته، فلم يعد اليمن سعيداً، ولن يعود سعيداً، فبعد كل هذا الذي جرى عليه وسيجري لا مكان للسعادة في هذا البلد الذي إن لم يسارع جيرانه إلى إنقاذه من ذلك الديك فسيجثو على صدره ولن يدعه يتنفس، وسيتفرغ بعده لمن أدرج اسمهم في القائمة، وهم كثر.
المؤسف أن هذا الديك المتوحش لم يترك لدول التعاون إلا أن يخرج وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ليقول «إذا لم ينته الانقلاب الحوثي سلمياً سنتخذ إجراءات لحماية المنطقة»، واليمن جزء من المنطقة. هذا التصريح يعني باختصار أن دول مجلس التعاون لن تقف هكذا مكتوفة الأيدي تتفرج على ما يفعله الديك الإيراني في اليمن، لأنها تعرف تمام المعرفة أن هذا الديك لن يكتفي بإزعاجها ولكنه سيأتيها كما أتى الذين من قبلها، ليدمرها تدميراً.
ولأن الحوثيين يعلمون أنهم مدعومون من ذلك الديك لذلك لم يبالوا بما سمعوا واستمروا في تنفيذ خططهم المعتمدة من قبله، وسارعوا بالرد على ما سمعوه فقالوا ببساطة إنهم على استعداد للدخول في معركة مع الشقيقة الكبرى، ولم ينسوا أن يهددوا ويرعدوا ويزبدوا، فهم يشعرون أن «ظهرهم قوي» وأن الديك الإيراني كفيل بحمايتهم، ولو بصوته المزعج.
مسار العنف والتدمير هو خيار الديك الإيراني الأول والأخير، هذا ما شاهده العالم كله في لبنان وسوريا والعراق، وهذا ما يشاهده اليوم في اليمن ويهدد به دول التعاون التي من الطبيعي أن تسعى لحماية المنطقة، فهذا حقها، وليس من عاقل يظل ساكتاً عن أذى جيرانه.