أفرزت السباقات في نادي راشد للفروسية وسباق الخيل خلال السنوات العديدة الماضية عن العديد من الفرسان البحرينيين الذين أثبتوا علو كعبهم من خلال مشاركاتهم في العديد من السباقات المحلية والخليجية، والآسيوية، والأوروبية في السنوات العديدة الماضية، هؤلاء الفرسان الذين يضعون حياتهم على المحك من خلال امتطاء الجياد في مضامير السباقات، كانوا قد مروا بتمارين شاقة وببرامج صعبة، وتدرجوا من فرسان لتدريب الخيل، ومن ثم إلى فرسان متمرنين، حتى يتخطوا العدد المطلوب من الفوز بالسباقات ليصبحون فرسان محترفين يقتاتون من مهنة الفروسية وامتطاء الجياد.
وعكفت السباقات المحلية على تخريج العديد من الفرسان الذين ذاع صيتهم في السباقات المحلية والخليجية لسنوات عديدة، وأصبحوا عملة نادرة صعبة المنال للكثير من المدربين عند الحاجة اليهم، وأصبحت عملية مشاركاتهم في بعض السباقات ضرباً من المحال.
ما حدث الأسبوع الماضي خلال سباق حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى غير الكثير من هذه المفاهيم عندما اعتمد أغلب المدربين على الفرسان الأجانب المتواجدين خارج مملكة البحرين، بالإضافة إلى الفرسان الأجانب المتواجدين في مملكة البحرين – وجميع ذلك لم يترك الفرصة الحقيقية للفرسان المحليين من فرصة المشاركة الحقيقية في الأشواط الكبيرة والقيام بالأدوار الأولى للمنافسة، حيث جاءت مشاركاتهم القليلة جداً للقيام بأدوار تكتيكية فقط .. وجميع ذلك يقودنا الى العديد من التساؤلات التي تدور في خلد الكثير من أهل الخيل: هل فقد الفارس البحريني قدرته على التسابق في المناسبات الكبيرة؟ هل فقد الفارس البحريني المهارة الكافية لمنافسة الفرسان المحترفين من حول المعمورة؟ والسؤال الأهم: هل فقد المدربون في ردهات نادي راشد الثقة بالفارس البحريني؟ هل كان لرفع قيمة المشاركات للفرسان سبب في عكوف المضمرين عن استدعاء الفرسان للمشاركة؟
الكثير من التساؤلات التي تدور بين أهل الخيل في ردهات النادي العتيد - جميع تلك التساؤلات تقودنا إلى طريق قد يكون شائكاً – حيث ذهب البعض إلى التشكيك في قدرة الفرسان على المنافسة الحقيقية للفرسان الأجانب أصحاب الخبرة في ميادين السباقات، وعدم قدرتهم على مجاراة الفرسان المحترفين خاصة بعد ارتفاع مستوى جوائز السباقات التي يرى فيها المدرب الخسارة بالمضاعفة، ووجه البعض الآخر أصابع الاتهام إلى الفرسان البحرينيين بالمغالات في متطلباتهم التي تفوق بعض الفرسان الأجانب.
فجميع تلك التساؤلات، والاتهامات تقودنا إلى نفق قد يكون مغلقاً في نهاية المطاف، وضع فيه الفرسان البحرينيين بين مطرقة الجوائز وسندان المضمرين.
أتمنى أن يكون هناك سبيل إلى حل يعود فيه الفارس البحريني للتألق على صهوات الجياد ذات المستويات العالية، والمنافسة الحقيقية في المضامير المحلية والعالمية.