القمة العربية التي ستعقد اليوم في شرم الشيخ ستكون قمة مختلفة بكل المقاييس في ظل ما تموج به المنطقة من أحداث وحرب بدأت بعاصفة لن تتوقف إلا مع القضاء على آخر حوثي متمرد وضع يده بيد إيران وأصبح ألعوبة يتم التحكم به بالريموت من طهران ومن ملالي قم، نعم اليوم القمة العربية لن تكون قمة البيانات والشجب والاستنكار كما تعودنا طيلة العقود الماضية، اليوم بإذن الله ستشكل قوة عربية عسكرية نتمنى أن تضم معظم الدول العربية عدا بعضها ممن له مواقف إزاء ما يحدث اليوم في اليمن الشقيق الذي كاد أن يدخل في فلك الجمهورية الإيرانية التي تسعى إلى تصدير الثورة الخمينية وابتلاع الدول العربية واحدة تلو الأخرى ولنا في العراق وسوريا وقبلهما لبنان عبرة.
حقيقة جاءت عملية «عاصفة الحزم» في وقتها وكانت قوية ورادعة حيث لم يوقف القصف الجوي ليدك معاقل ميلشيات الحوثي المتمردة الخائنة لوطنها وباعته برخص التراب وارتمت في أحضان إيران وجعلت اليمن لقمة سائغة لها لتبتلعها وتخرج من البيت العربي لتكون حاضنة لإرهابيين على غرار حزب الله الإرهابي الذي عاث ولا يزال فساداً في لبنان، ولكن كانت كلمة الله هي العليا وجاء الرد القوي من قبل قوات التحالف الخليجية والعربية والإسلامية بعشر دول استطاعت أن تكون قوة عسكرية لا يستهان بها بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين.
هذه القوة والضربة أعطت رسالة مباشرة لإيران وأذنابها في العالم العربي والإسلامي بأن دول مجلس التعاون خط أحمر إذا ما فكرت يوماً بأن تهاجمها، كما أن رسالة لكل دول العالم وخصوصاً منها إسرائيل الغاصبة للأراضي العربية واحتلالها لدولة فلسطين وهي أيضاً رسالة للولايات المتحدة الأمريكية بأن العرب إذا ما توحدوا وتمسكوا بدينهم الإسلامي فإنهم منتصرون بإذن الله تعالى.
ستعود الشرعية الدستورية إلى اليمن وسيعود الأمن والاستقرار بعد تطهير آخر حوثي إيراني حمل السلاح في وجه شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي الذي كان محل توافق بين جميع القوى السياسية والشعبية، كما يجب أن يتم محاسبة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ومعاونيه ولابد من إسقاط الحصانة التي تم منحه إياها مع توقيع المبادرة الخليجية لأن هذا الرجل معروف عنه أنه غدار ومراوغ نفذ العديد من الاغتيالات إبان حكمه لليمن طوال 33 عاماً عاش فيها الشعب اليمني حياة معيشية لا تليق بشعب عريق يمتلك من الثروات الطبيعية ما يجعله يضاهي جيرانه في دول الخليج، إلا أن النهب وسرقة أموال الشعب وكسب الرئيس السابق وحاشيته أموال النفط استطاع أن يجمع ثروة بالمليارات هي أموال الشعب اليمني، اليوم لابد من محاسبة علي صالح ومحاكمته ولابد للشعب أن يرى هذا الخائن لدينه ووطنه في قفص الاتهام وليس حراً طليقاً بإعتبار أنه السبب في كل ما يحدث اليوم في اليمن فهو من يحارب الشرعية بتغطية وبذريعة تحت مليشيات الحوثي.
بعد عملية عاصفة الحزم التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين وكانت حازمة من بدايتها لابد أن يستمر هذا الحزم وهي مطالب الشعب اليمني والعربي بأن عهد التخاذل العربي والتفكك قد ولى بلا رجعة.
واليوم عادت للوطن العربي عزته وهيبته وتوحده في هذه العملية العسكرية التي لاقت ترحيب الشعوب العربية التواقة للوحدة بين جميع الدول العربية لتكون قوة لا يستهان بها ويحسب لها ألف حساب.
اليوم إذا ما تشكلت القوة العسكرية العربية يجب أن يأتي الدور على تحرير العراق من الاحتلال الإيراني وتطهيره من الحرس الثوري، وسوريا يجب إعادتها للبيت العربي من أيادي مقاتلي حزب الله والإيرانيين الذين يقتلون أبناء الشعب السوري أمام مرأى ومسمع من العالم، والدور لا بد وأن يأتي يوماً على القضاء على حزب الله الإرهابي الذي يتحكم في لبنان.
- همسة..
بعد مشاركة المملكة في «عاصفة الحزم»، حسناً فعلت وزارة الداخلية في القبض على شخصين أحدهما عضو في جمعية سياسية حاولا شق صف الوحدة الوطنية وإشاعة الفتنة والتغريد ضد القرار الذي اتخذته البحرين مع دول مجلس التعاون لحل مشكلة عربية في إعادة الشرعية لليمن وتطهيرها من أذناب إيران!