بدأت «عاصفة الحزم» فارتعدت فرائص إيران، وعرف العالم حجمها الحقيقي، واكتشفوا بأن أكثر ما تبرع فيه هو الكلام، وبالنسبة لذراعها العسكري «حزب الله الإرهابي» فإن نضاله فقط بصراخ أمينه العام.
من أسخف ما يمكن قراءته من التصريحات الإيرانية النائحة على حال أتباعها الحوثيين، قولهم بأنهم «خائفون» على الشعب اليمني، والسخف هنا بأنك لو تسألهم كم يمنياً في طهران الذين جعلوا هذا الرابط وثيقاً بينهم بحيث «تقلق» إيران، فإنك لن تجد رقماً يذكر، في حين في السعودية وحدها مليونا يمني. وإن كنا لنقارن ردة الفعل عن اليمنيين «غير العملاء» لإيران لرأينا صور الملك سلمان بن عبدالعزيز ولافتات تؤيد التحالف العربي الإسلامي لأجل اليمن، ولن تروا صور الخامنائي ورموز إيران يرفعها إلا الخائن الحوثي.
أعلن القادة العرب في قمتهم بالأمس عن الدعم الكامل والمطلق لاتحادهم في إنقاذ اليمن والدفاع عن شرعيتها ضد المطامع الإيرانية، وأعلنوا عزمهم إنشاء جيش عربي، وهو الأمر الذي يبرر هذا الهلع والخوف لدى إيران، ويبرر المواقف الغربية الداعمة وخطب الود الأمريكي لدول الخليج وبالأخص المملكة العربية السعودية.
الرئيس المخلوع والمتحالف مع الحوثيين عملاء إيران علي عبدالله صالح بدأ يصيح ويتوسل «الحوار»، في وقت نسي فيه خيانته، وكيف أن السعودية نفسها من آوته وحمته وعالجته حينما جاءها مستغيثاً، ومع مثل هؤلاء «سكاكين الخاصرة» لا ينفع إلا الحزم، ولا يحسمها إلا كلمة الرجال.
اليوم بالفعل، انتهى وقت الخطابة وابتدأ فصل الخطاب، مثلما أنشدها الشيخ مشاري العفاسي، اليوم الكل يستذكر مواقف الراحل الكبير رجل العروبة والإسلام الملك فيصل، وكيف أحيا التحالف الخليجي والعربي بقيادة السعودية والملك سلمان ذكرى المغفور له، وأثبتوا بأن العروبة مازال فيها دم فائر في العروق متى ما استهدفها الطامعون وتكالب عليها المعتدون.
اليمن الشقيق أصل عريق من أصول العروبة، بالتالي لا شأن بالفارسي فيه، ومن الصفاقة أن يأتي أصحاب المشروع الصفوي القائم على الطائفية القاتل لأبناء شعبه في الداخل ليبكي وينوح بـ«دموع تماسيح على العرب، إيران عليها بدل المكابرة والاستمرار في «هذيان الكلام» عليها أن تستوعب اليوم بأن أهل الخليج ورجال العرب «لا يلعبون»، واليمن ستبقى عربية، وأذرع إيران العميلة المتمثلة ببائعي الهوية العربية الحوثيين ستقطع. وإن ما يحصل اليوم لا يستبعد أن يمتد ليضرب إيران في بقية طوابيرها الخامسة، في حزب الله الإرهابي، في سوريا التي أراق دماء الأبرياء فيها السفاح عميل إيران بشار الأسد الذي لم يجرؤ لا هو ولا حزب الشيطان أن يوجهوا رصاصة للجولان المحتل، ولا يجب أن تستبعد إيران أنه بهذا الجيش العربي الخليجي المتأسس بأن تعود الجزر المحتلة الثلاث لأحضان الإمارات.
الخليج العربي والعروبة لافظة لكل عميل، لكل متواطئ مع هذا المشروع الدنيء، وما «عاصفة الحزم» إلا نموذج صغير للرد الحاسم الصادر من العرب إن توحدوا.
فيا طامع ويا عميل ويا خائن كن «أديب»، فلا مجال للعبة الكلمات اليوم.