الاجتماع الاستراتيجي الذي ترأسه رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة الخميس الماضي لبحث تطورات الأوضاع ومستجداتها خاصة في ضوء إطلاق عمليات «عاصفة الحزم» خرج بحزمة قرارات تتطلبها تطورات الأوضاع في المنطقة، أبرزها التأكيد على أن «تكون الجهات الحكومية بمستوى الحدث ورفع درجة الحذر، وتأمين وتحصين الجبهة الداخلية والرصد الدقيق والمتابعة للحيلولة دون استغلال البعض للأحداث، والتوجيه باتخاذ الإجراءات القانونية حيال من يتسبب بإثارة الشقاق بين أطياف المجتمع».
قرارات مهمة ينبغي من كل أفراد الشعب استيعابها جيداً وتنفيذها بدقة، لأن عدم استيعابها أو استيعابها ولكن عدم تنفيذها بدقة من شأنه أن يعرض الوطن لمخاطر كثيرة.
وكما أنه في مثل هذا الظرف يتبين ما يتمتع به صاحب السمو من خبرة وحنكة وحكمة وبعد نظر وقدرة على إدارة الملفات الصعبة، كذلك تتبين قدرة هذا الشعب على القيام بدوره والعمل مع المسؤولين على تحصين الجبهة الداخلية، كما تتبين قدرتهما على منع كل تجاوز يمكن أن يحصل بسبب من قد يستغل الوضع ليثير الشقاق بين أطياف المجتمع البحريني.
المنطقة تمر في ظرف خاص، يؤكد نجاح عمليات عاصفة الحزم منذ الساعات الأولى لانطلاقها أنه لن يطول، ولكن لا بد في مثل هذا الظرف من تأمين وتحصين الجبهة الداخلية، وهذا الدور لا يمكن للحكومة أن تقوم به منفردة، بل هو دور منوط بالدرجة الأولى بالشعب الذي عليه واجب التكاتف والتعاون مع الحكومة، حيث الضرر إن وقع يقع على الجميع من دون استثناء. من هنا تأتي أهمية توجيه صاحب السمو للمعنيين بالرصد الدقيق والمتابعة للحيلولة دون استغلال البعض لما يجري، واتخاذ الإجراءات القانونية وبحزم ضد كل من يتسبب بإثارة الشقاق بين أطياف المجتمع البحريني.
ولأن ذلك البعض اعتاد على ما اعتاد عليه من سلوكيات سالبة؛ لذا لم يتأخر عن التعبير بطريقته عن التطورات الجديدة، حتى إن أحدهم وصف الخطوة الخليجية العربية الشجاعة والفريدة من نوعها بأوصاف لا تليق أكد من خلالها تطفله على العمل السياسي، بل إن آخر لم ينتبه إلى طلب الرئيس الشرعي في اليمن إنقاذ بلاده وأن الجميع اتخذ الطريق الشرعي، ورأى أن الصحيح هو الانتظار حتى يصدر قرار من مجلس الأمن كي يكون شرعياً، فاضحاً بذلك عمالته لإيران التي تردد مثل هذا الكلام وتعودت أن تلعب هذه اللعبة كي تتاح لها فرصة العربدة وتحقيق ما ترمي إليه من تواجدها في اليمن ودعمها المفضوح للحوثيين الذين يبدو أنهم لا يدركون جيداً مرامي هذه الدولة التي صرحت مراراً وتكراراً أنها تسعى إلى استعادة الإمبراطورية الفارسية.
الذين وضعوا بيضهم في سلة إيران اكتشفوا اليوم أنها دون القدرة على الحفاظ على أي سلة تحملها، واكتشفوا بالمقابل أن لدى دول مجلس التعاون ما تستطيع أن تركع به هذه الدولة الضارة التي فوجئت بما جرى ولم تعرف ماذا تفعل، بل ماذا تقول، وكل ما فعلته هو أنها وجهت الفضائيات التي تمولها إلى التركيز على سقوط ضحايا من المدنيين ووصف ما قامت به هذه القوة الخليجية العربية بالعدوان، ناسية أو متناسية أنها هي من يمارس العدوان ومن يسعى إلى السيطرة على اليمن والمنطقة بهذه الطريقة اللاشرعية.
الرد على هذا وذاك البعض هو بتحصين الجبهة الداخلية وبعدم السماح لأحد أياً كانت مبرراته والشعارات التي يرفعها من الإساءة إلى اليقظة الخليجية - العربية والقرارات التي اتخذتها هذه الدول لحماية المنطقة وتخليص اليمن الشقيق من المكائد التي تحاك ضده كي لا يصير ألعوبة في يد من لا يهمه ما يحدث للآخر أياً كان، وأياً كان دينه ومذهبه