كنت أتمنى أن يكون ما حصل بالأمس في جلسة مجلس النواب عبارة عن «كذبة أبريل»، لكن للأسف ما حصل واقع مؤلم، وبالنسبة لي يمثل صدمة، خاصة وأننا أشدنا بعدد من الخطوات التي قام بها النواب في المجلس الجديد منذ بدء عمله، وقلنا لهم صراحة بأننا سنقف معكم ونؤيدكم في كل خطوة إيجابية تصب في صالح الوطن والمواطن، لكن في نفس الوقت سنقف منكم موقف الضد لو خالفتم ذلك.
للأسف ما حصل شيء لا يمكن تمريره، خاصة وأن كل لحظة ووقت يضيعه مجلس النواب ينعكس سلباً على الوطن والمواطن الذي يريد أن يتم تحريك ملفاته وأموره بتنوعها واختلافها بشكل سريع ودون تعطيل.
لا يعقل يا جماعة أن تقوموا أنتم بتعطيل الأمور، وأنتم أنفسكم من يشكو بعضكم من تأخر ردود وزراء الحكومة، وأنتم أنفسكم من تنادون بضرورة التعاطي الإيجابي من قبل الحكومة، وبنفسه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان يؤكد دائماً على تعاون الحكومة ووزرائها المطلق بشأن الحضور وتوفير الإجابات بأسرع وقت والتعاطي والتجاوب الإيجابي مع ما يطرح.
مجلس النواب أخطر مؤسسة الشباب والرياضة قبل أسبوع بأنه سيناقش الوضع الرياضي في جلسة الأمس، وهذا الإخطار أو الإبلاغ بحد ذاته رأيناه إيجابياً وذلك على خلفية المنتدي الرياضي النيابي الذي عقده مجلس النواب، وفيه سرد الرياضيون همومهم وتطلعاتهم وآمالهم، واستبشرنا خيراً بهذا التواصل الطيب من ممثلي الشعب.
لكن ما حصل بالأمس مسألة اسمحوا لنا أن نقول هنا بأن فيها من عدم التقدير الكثير، إذ طوال أسبوع كامل بحسب ما تقصيناه من معلومات من مصادرها، عمل المعنيون على قطاع الرياضة وأعني مؤسسة الشباب والرياضة والوزير المعني المساءل أمام مجلس النواب على إعداد عرض شامل للنواب وجهزوا كافة التقارير والمحاور، وحينما جاءت الجلسة وهم جاهزون، يأتيهم رد مقتضب يقول وبكل بساطة إن النواب يطلبون التأجيل لأنهم لم يستعدوا للموضوع؟!
أيعقل هذا يا جماعة؟! هذا مجلس نواب، وليس ساحة للعب، وبغض النظر عن أية أعذار أو مبررات، فإن مجرد التقدم بهذا القول فيه من الاستهانة بالجهود الكثيرة، وكلنا نعرف تماماً بناء على خبرات سابقة، بأنه لو كانت الصورة معكوسة، ولو تأخر وزير في الرد على ما يطلبه النواب في الفترة المحددة، أو قام بنفس الفعل من طلب للتأجيل دون مبرر مقنع، فإن «سل السيوف» النيابية سيطاله.
وهنا فقط للتوضيح لمن سيهيج منكم، إذ لسنا ندافع عن الجهة الرسمية، بل ندافع عن «العدالة» كمعيار، إذ من لا يقبلها من الغير يفترض ألا يرضاها على نفسه بالقيام بنفس الفعل.
المؤسف أن الجلسة شهدت تأجيلات عدة لمواضيع دون مبرر واضح، وشخصياً سأقبل التبرير لو أنه حصل وقت الجلسة بالأمس حدث جلل، أو كارثة لا سمح الله تحتم تأجيل كل شيء، لكن أن يتم تأجيل المواضيع هكذا والناس المعنية (حكومة وممثليها) جاهزون، وينهي بعدها النواب جلستهم في الحادية عشرة والنصف أو قبل أذان الظهر، لهي كارثة بالنسبة لي كمواطن، إذ أول تساؤل سيدور في بالي عن ما إذا انتهت القضايا التي يمكن أن تطرح لأقبل بأن يتعب النائب الذي انتخبته نفسه في جلسة أسبوعية لم تدم حتى ثلاث ساعات!
هذا الموقف لم يوفق فيه النواب الذي قبلوا بالتأجيلات، ولم يتعاطوا إيجابا مع بيان الجهة المعنية (مؤسسة الشباب ومن يمثلها كوزير) بأنهم جاهزون للعرض، إذ كان بالإمكان متابعة العرض عوضا عن طلب التأجيل، وأن يتم التصويت عليه ويوافق من يوافق بالأغلبية!
وثانيا، ما هذا العذر؟! «غير جاهزين»! كمواطن أقول: في أي مكان أصرفها يا نواب يا من انتخبناكم ويا من أقسمتم ألا تهدروا الوقت إلا في صالح الناس؟!
بالأمس أهدرتم وقت مسئولين ووزراء ليحضروا ثم يمضوا وكأنهم طردوا من الجلسة دون الاستماع لهم، بدلاً من تركهم ليركزوا في أعمالهم وانشغالاتهم المعنية بقطاعاتهم. وإن كانت من نية للتأجيل فلماذا لم تبلغوا الجهات المعنية بالأمس ومنهم حتى وزارة المواصلات بوجود نية التأجيل قبلها بأيام أو قبل الجلسة بسويعات.
أتمنى أن تكون هذه «زلة» غير محسوبة وغير مدروسة، كنتم تسيرون في طريق إيجابي ومقالاتنا السابقة تشهد لكم على ذلك، لكن فيما حصل، أبداً أبداً لا نوافقكم على الفعل والقول.