«لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، ولا حوار ولا هم يحزنون إلا بفوهة البندقية والصواريخ، فقد تعلمنا من تاريخكم الأسود وغدركم البغيض بأنكم أنتم وأسيادكم في إيران لا تفهمون إلا لغة واحدة، لغة القوة، وهو أمر ينطبق على كل بائعي الوطن، عصابة الفاشية، والتي لم تتب عن ارتكاب كل صنوف الإرهاب والإجرام والخراب، وعارها في جبينها، فلا تجد غضاضة بل لا يهتز لها رمش عين وهي تنفذ أجندات إيران، ذلك لأنها تدربت منذ الطفولة على ترديد: «لبيك يا فقيه» وهي لا تدرك بأن الوطن أثمن من الفقيه.
ما لي أسمع عويل صياح خدام إيران، وما بال أذنابها تتوسل وقف الحرب، هل أثخنتكم الجراح وأثقلتكم عار الهزيمة والذل؟
الحق أنني أسعد خلق الله على وجه الأرض وأنا أري لطمكم على الخد وأسمع عويلكم، فذوقوا من الكأس الذي جرعتموها لأهلنا وأطفالنا في دمشق وبغداد والأحواز، وسقيتموه لنا أيضاً في البحرين طوال الأربع سنوات عبر أذنابكم، والله وكأني أسمع صراخ تلك المرأة السورية الثكلى على فقدان ابنها، وأنين وصراخ أطفال سوريا الذي فقدوا الأب، يدوي في أذني، كم كنا -ومازلنا- نحترق ونحن نسمع آهات الثكالى وأصوات المعذبين وصراخ اليتامى في سوريا بفعل إجرام ميليشياتكم وعلى رأسهم «سيد الجحور».
باختصار، نحن اليوم في حرب، فرضتها علينا المبالغة في الحلم وطول الصبر والتسامح أكثر من اللازم مع جماعات وجمعيات نستطيع أن نصفها الآن بأنها «وطنية» اسماً و»عميلة» حقيقةً وفعلاً، وليس من دليل على ما أقوله أكبر مما أصابها من مس جنوني بعد إعلان حرب عاصفة الحزم لتطهير اليمن من الحوثيين، وخروجهم ببيانات تندد بالحرب على الحوثيين، وتنظيمهم لمسيرات تجوب قراهم تحمل صورة عبدالملك الحوثي، والأنكى بشاعة من ذلك كله، محاولة صحيفة «ولي الفقيه» كعادته، تحريف الواقع والحقيقة المادية عبر الكذب و«الفبركة» وهي ديدانهم ولعبتهم، فالأكاذيب لا تحتاج فقط إلى ضمير ميت ليختلقها، بل إلى ضمائر ميتة ليتعهدها بالرعاية.
الحكاية لم تعد تتعلق بصراع طائفي بين سنة وشيعة، وليست حرباً تشنها السعودية ضد الشيعة، الحكاية أبعد من ذلك بمراحل، وإلا بالله عليك كيف تفسر حرب السعودية ضد «داعش» و«القاعدة» وهم من السنة؟ السعودية تحارب اليوم الحوثيين بعيداً عن ملتهم، لأنهم جماعات إرهابية لا تقل خطورة عن»داعش» و«القاعدة»!!
لكن المشكلة في العقول التي ترفض أن تفهم أو تستوعب، وهي أصل الحكاية، ففي هذا الجو المشحون، فإن الثيوقراطيين، يسيرون بغريزتهم الطائفية، تحركهم قوة انتقام رهيبة من الدولة والنظام، وعجز وانعدام كفاءة تجعلهم يدينون بالولاء للفرس أكثر من ولائهم لعروبتهم.
وصححني إذا كنت مخطئاً، هل سبق وأن صادفت معارضة في العالم تتشدق بالعمالة لإيران إلى هذا الحد، وتدافع عن خامنئي وكأنه أبوه أو أحد أقرابه، والأدهى من ذلك كله بل ومن فرط غبائها تعتبر حسن نصرالله مجرم سوريا الأول، ملهمها وسيدها، يا أخي ممكن سؤال محرج: أين نقطة الخجل؟
ألسنا محقين حين نصفكم بالخيانة، إذاً فلماذا تزعلون؟
من اللازم أن يعي الجميع أننا نخوض حرباً فرضت علينا، بعد أن وجدنا أنفسنا محصورين في الداخل والخارج «لأسباب أظنها مفهومة»، وبعد أن فقدنا الثقة في القريب قبل الغريب بما فيهم «حلفاءنا)» الأمريكان، والعبد لله يستطيع أن يقول، بعد تأمل دقيق في لوحة واقعنا الراهن، أن السعودية تعيد اليوم ترتيب مستقبل المنطقة، وهندسة تحالف جديد، توزع فيه الأوزان والأحجام على الدول كل حسب حجمه الحقيقي، وهي بذلك تعلن نفسها كقوة إقليمية، وفق ما تمتلكه من مقومات على جميع الأصعدة، سواء كان ثقلاً سياسياً أو قوة مالية وذلك بفضل المقومات الاقتصادية الضخمة التي تمتلكها، بجانب أنها الوحيدة في العالم القادرة على التحكم في أسواق النفط، والأدهى من ذلك كله، امتلاكها جيشاً يعد الأقوى تسليحاً في المنطقة، بجانب قيادة سياسية واعية على أعلى المستوى، وقادرة على إدارة المتغيرات السياسية في العالم وفق مصالحها ومصالح جيرانها، علاوة على اتخاذ قرارات منفردة وجريئة من تحت ضرس الحليف الأمريكي وفي عهد أوباما المهزوز.
لست أدعي أن كلماتي ستغير الواقع حتماً وستصنع المعجزة وتحقق حلم جيلي والجيل الذي قبلي، ولكن صدقني أو لا تصدقني، فأنت حر، ليس عندي أدني شك في أن السعودية قادرة على أن تعيد للأمة مكانتها، وأمجاد يا عرب.