وزير خارجية المملكة العربية السعودية، سعود الفيصل، اختصر ما يجري في اليمن والمنطقة في جملتين، فقال لسنا دعاة حرب لكننا جاهزون لها، وإيران تزعزع أمن المنطقة وتثير الفتن. حقيقتان أساسيتان أكد عليهما هذا السياسي الداهية الذي يعرف بحكم خبرته تفاصيل الساحة وما يدور فيها، ويمتلك القدرة على استشراف المستقبل.
بالتأكيد ليست السعودية أو أية دولة من دول مجلس التعاون من دعاة الحرب، فهذه الدول دعاة سلام دائماً، ولكن بالتأكيد أيضاً أنها جاهزة للحرب دائماً لو أنها صارت الخيار الوحيد. يقابل هذا وذاك ما يراه العالم أجمع من عمل سلوكيات تقوم بها إيران لا تفسير لها سوى أنها ترمي إلى زعزعة أمن المنطقة بإثارة الفتن أملاً في تحقيق حلم تعتقد أنه خاف على الناس أجمعين.
ولتأكيد هذه الحقائق قال الفيصل إن السعودية ودول التعاون سعت إلى الحل السلمي لدحر المؤامرة على اليمن وحل مشاكله بغية تأهيله للعودة إلى مرحلة البناء والنماء بدلاً من سفك الدماء، لكنها اضطرت إلى اتخاذ قرار «عاصفة الحزم» للدفاع عن الشرعية في اليمن، وأكد أن هذه العملية ستستمر حتى تحقق أهدافها ويعود اليمن آمناً مستقراً وموحداً.
هذا وضوح يحتاجه العالم كي يكون على بينة بما يجري فلا يوزع الاتهامات يمنة ويسرة، كما تفعل إيران، التي هي اليوم في ورطة بعدما ورطت اليمن وشعب اليمن ولم تعد تعرف ماذا تفعل وكيف تتصرف.
الفيصل قال إن ميليشيا الحوثي وأعوان الرئيس السابق «علي عبدالله صالح» وبدعم إيران أبت إلا أن تعبث في اليمن وتعيد خلط الأوراق وتسلب الإرادة اليمنية وتنقلب على الشرعية الدستورية وترفض كل الحلول السلمية تحت قوة السلاح المنهوب، في سياسة جرفت اليمن إلى فتن عظيمة وتنذر بمخاطر لا تحمد عقباها. ولأن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن السعودية والخليج والأمن القومي العربي لذا تم اللجوء إلى هذا الخيار، خصوصاً وقد جاءت الاستغاثة من هذا البلد الجار والشعب المكلوم وقيادته الشرعية.
ولولا هذا -يؤكد سعود الفيصل- لما حظي التحالف بمباركة واسعة وتأييد شامل من لدن الأمة العربية والإسلامية والعالم.
وزير الخارجية السعودي استغل ما يجري لتوضيح موقف بلاده من إيران فقال «كنا نتوقع عند قيام الثورة الإيرانية التي سرنا أن تطلق على نفسها الإسلامية أن تكون نصيراً لقضايانا العربية والإسلامية وعوناً لنا في خدمة الأمة الإسلامية وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، إلا أننا فوجئنا بسياسة تصدير الثورة وزعزعة الأمن والسلم والتدخل السافر في شؤون دول المنطقة وإثارة الفتن والشقاق بين أبناء العقيدة الواحدة».
الفيصل وضع إيران في زاوية ضيقة عندما قال «إننا اليوم لن ندين إيران أو نبرئها ولكننا سنختبر نواياها بأن نمد لها أيدينا كبلد جارة مسلمة لفتح صفحة جديدة، وإذا كان لنا أن نعتبر إيران بلد حضارة فإن واجبها يحتم عليها أن تكون بانية حضارة ترتقي بالأمن والسلم في المنطقة لا تزعزعه».
ما يهم دول التعاون هو ازدهار اليمن ونماؤه واستقراره، والسبب معروف للجميع وهو أن استقرار دول التعاون والمنطقة واستقرار السعودية بشكل خاص هو من استقرار اليمن، فطالما أن اليمن غير مستقر ومفتوح على كل الاحتمالات بسبب التدخل الواضح لإيران فيه، لذا فإن من الطبيعي أن تتحرك دول التعاون لتحمي نفسها ولتحظى بالاستقرار الذي لا يمكن أن يحدث من دون استقرار اليمن. هكذا ببساطة.
ليس من سياسة دول مجلس التعاون التدخل في شؤون الغير وستبقى دائماً إلى صف الخير والسلام، وهذا للأسف هو عكس ما تؤمن به إيران وتمارسه.
تصريحات سعود الفيصل أفحمت إيران.