حقيقة كانت عاصفة التحالف العربي مفاجأة قلبت كيان إيران رأساً على عقب بعد أن أخفقت استخباراتها في توقع «عاصفة الحزم» ضد المتمردين الحوثيين الموالين لطهران، هذه الضربة العسكرية التي بلا شك كانت سرية للغاية وعلى أعلى المستويات؛ دليل على مدى دقتها في التخطيط السياسي والعسكري لتنفيذها، هذا الإخفاق جعل مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي يوجه إلى التحقيق في الأسباب التي لم تمكن جهاز الاستخبارات الذي يترأسه محمود علوي من معرفة العملية العسكرية ضد الحوثيين إلا من خلال وسائل الإعلام.
المطلوب الآن من عملية «عاصفة الحزم» التي انطلقت منذ أكثر من أسبوع أن تستمر في قصف واستهداف المواقع العسكرية للحوثيين، وهي بالفعل استطاعت أن تحقق أهدافها بدقة دون أية خسائر بين المدنيين من الشعب اليمني الذي يستهدف من مليشيات الحوثي والموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذي تواردت أنباء بأنه يختبئ كالجرذ في أحد كهوف منطقة سنحنان التي ينتمي إليها مخلوعاً وهارباً بعد أن كان سبباً فيما يحصل لليمن من انقسامات ودعمه للحوثيين الذي كانوا أعداءه سابقاً، ليس من أجل شيء سوى الانتقام من خصومه السياسيين وعلى ما حدث له في عام 2011 من هجوم احترق فيه وتشوه، وكانت المملكة العربية السعودية قد استقبلته وعالجته، إلا أنه لم يقدر ذلك وانقلب ووضع يده بأيدي أذناب إيران من الحوثيين، فالمشكلة كما قال وزير الخارجية اليمني ليست مع الحوثيين بل مع صالح وقواته الموالية له هي التي تقاتل على الأرض وتسعى لدخول عدن.
المباغتة الخليجية العربية الإسلامية في العملية العسكرية كانت بمثابة الصفعة لإيران التي عقدت بعد ساعات من الضربة اجتماعاً لمجلس الدفاع الأعلى الذي يضم قيادات أجهزة الاستخبارات الإيرانية من الحرس الثوري والجيش والشرطة وغيرها، كانوا في حالة صدمة وذهول من النجاح لعملية الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية التي أثبتت أنها رقم صعب في المنطقة من خلال قيادتها للتحالف باقتدار، وهي أيضاً رسالة واضحة لإيران بأن أمن واستقرار السعودية بلاد الحرمين خط أحمر إذا ما راود طهران التفكير بمهاجمتها أو أية دولة خليجية أو حتى عربية، كما هو الحال في اليمن.
نعم كان أسبوع الحزم شديداً على الحوثي وأتباعه ومناصري علي صالح المخلوع الذي يقال أنه يريد الهروب إلى إحدى الدول القريبة من اليمن، لابد من المزيد من الشدة في الضربات والتركيز فيها على مخازن الأسلحة الثقيلة للحوثيين وللمعسكرات الموالية لصالح التي أصبحت تقصف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ العزل، وما حدث في محافظة الضالع دليل وشاهد على هذا القصف الذي طال الشعب اليمني المسالم، من هنا وبعد الانتهاء ونجاح العملية العسكرية الجوية يجب أن يكون هناك تدخل بري وتمشيط لقوات التحالف العربي وملاحقة فلول مليشيات الحوثيين وتصفيتهم وتطهير اليمن منهم ليكونوا عبرة لمن يرتضي أن يكون ألعوبة وذنباً لإيران في الدول الخليجية والعربية.
- همسة..
حتماً إن «عاصفة الحزم» ستجبر المليشيات الحوثية والرئيس المخلوع على القبول بالواقع السياسي، وقد يلجأ الحوثي إلى المناورة وصالح إلى المراوغة لكسب الوقت حتى يعيدوا ترتيب الأوراق من جديد من أجل الخروج بأقل الخسائر في المرحلة الراهنة، وهذا ما يجب الانتباه له من قبل قوات التحالف وعدم الثقة بهؤلاء ولابد من إنهائهم وإخراجهم من اليمن نهائياً.