أهل القرى يخشون على أنفسهم وأبنائهم وتتعطل مصالحهم وتشل حياتهم بسبب تحول مناطق سكنهم لبؤر المخربين ومساحة تحرك للمحرضين
من تحصل له الفرصة ليتحدث مـع أهــل عديد من قرى البحرين قد يصل به الغضب مبلغه، إذ من المؤسف أن نصل لاستنتاج مفاده بأن هناك من المواطنين اليوم من يحس بأنه محاصر في منطقة سكنه من الداخل، بسبب أعمال غوغائية وقطع شوارع ومواجهات يفتعلها هواة الإرهاب والشغب، ويكملها عليهم ممارسو التهديد والوعيد.
كثير من هؤلاء المواطنين رافضون لما يحصل، كثير منهم يريد أن يعيش حياة طبيعية، يريد أن يخرج لإيصال أبنائه لمدارسهم صباحاً دون عرقلة لسير الشوارع، ويريد أن يذهب لعمله دون فوضى وقطع للطرقات، ويريد أن يهنأ بالهدوء في عطل نهاية الأسبوع دون إرهاب وتخريب ودخان حرق الإطارات ومسيلات دموع.
الإنسان البحريني جبل على الطيبة، وهذا ديدن أهل هذه البلد الطيبة، بسنتهم وشيعتهم، هذه أخلاق الغالبية والتي شوه سمعتها من حاولوا استغلال طيبة الناس ولعبوا على جراحهم.
صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، حفظه الله وأنعم عليه بالصحة والعافية، رجل يعرف معدن الإنسان البحريني الأصيل، يعرف بأن سنة وشيعة البحرين لم يمتلكوا يوماً صفات الكراهية والطائفية ولم يكونوا يوماً غير محبين لوطنهم ومخلصين له، ولذلك نجده دوماً يتحدث عن معاناة أهل القرى، معاناة الناس الطيبين ذوي المعدن الأصيل، وقالها مؤخراً بأن التاريخ البحريني يتحدث عن نفسه في وحدة هذا الشعب وتماسكه التي شكلــت علـــى مـــر العصور مصدر قوة الوطن وسر تقدمه، وأنه يحزن لما يحدث في بعض القرى، وهو ما يحزن أهلها المعروفين بطيبتهم ورفضهم للإرهاب والغوغائية التي لا تعكس معدنهم الطيب والأصيل.
هذا الكلام هو تشخيص لحقيقة الواقع المعاش هناك في بعض القرى، يشخصه رجل حكيم وإداري من الطراز الأول، له فراسته ونظرته ومعرفته بمعدن الإنسان البحريني الوطني المخلص.
ما يعانيه الناس في القرى مؤلم، خاصة تلك التي وقعت تحت نفوذ فئة اتخذت من الطائفة والدين سلاحاً ترهب به البشر، وسخرت ذلك لتسلب إرادة الناس وتفرض عليهم كل الأساليب التي تعكر صفو حياتهم.
والله هـــي حقيقـــة يحــاول الانقلابيــون ومناهضو الدولة طمسها، يحاولون خنق أصوات أهل القرى، بالأخص من يرفض محاربة الدولة، ومن يرفض العنف، ومن يرفض التسقيط والطائفية، يحاولون أن يكتموا أصوات هؤلاء، يمارسون معهم الترهيب والوعيد.
نعم، على الدولة مسؤولية في حمايتهم وفي فرض الأمن ومحاربة ممارسي الإرهاب، لكن أيضاً للمجتمع دوره، لهم أيضاً دور في محاربة هذه الظواهر، خاصة أن كثيراً من ممارسي الإرهاب شباب صغار السن ومراهقون، تقع المسؤولية في ردعهم ووقف ما يجرمون به في حق الوطن على ذويهم وعوائلهم.
والله بودنا أن نسمع يوماً أنباء على شاكلة أن أهل هذه القرية أو تلك وقفوا للمخربين ومنعوهم من التخريب والحرق، وأنهم قاموا بواجب أي مواطن محب لبلده بالتبليغ عنهم ومعاونة أجهزة الأمن في معرفة منابع التحريض وأدوات التخريب.
لا يعقل أن تنقسم البحرين اليوم لأجزاء تصنف حسب معيار الأمن فيها، لا يعقل أن تكون حياة المدن آمنة وأهلها يعيشون في سلام، في حين يخشى أهل القرى على أنفسهم وأبنائهم وتتعطل مصالحهم وتنشل حياتهم بسبب تحول مناطق سكنهم لبؤر لهؤلاء المخربين ومساحة تحرك للمحرضين.
نأمـــل أن يعــود الأمــن لهـــذه المناطــق وأهلها، وأن يوقف كل مستغل للناس ومروع ومهدد لهم عند حده وأن يمثل أمام القانون.