ننصح الفريق الذي يريد أن يعالج ملف «الوطن الحضن الكبير» وهذا توجه محمود ومطلوب ونقف معه ونؤازره، فالبحرين وكل الدول العربية هي حضن لمواطنيها بغض النظر عن دينهم ومذهبهم، أن يفتح أحضانه للشيعة والسنة الذين رفضوا الانضمام «للمجموعة» التي وقفت تحت شعار «باقون حتى يسقط النظام»، وهم كثر، لا أن يفتحها للمجموعة التي خانت وطنها على أساس أنه لا شيعة غيرهم!!
ننصحهم والهجمة المرتدة في الوطن العربي على هذه الجماعة تكاد تكون شاملة كل الدول العربية، ننصحه بأن يفتح حضنه للآلاف التي رفضت الخيانة يفتح حضنه لمن اعترض وصرح ووقف ضد جريمة الخيانة تعزيزاً لدور أبنائنا المقدمة أرواحهم لحماية أوطاننا في عاصفة الحزم، فلا نكون نحن في خانة وهؤلاء الشباب في خانة أخرى.
اللحمة الوطنية تعزز بإيصال رسالة حازمة وقوية أن البحرين لمن يخضع لدستورها وقانونها، لا أن يفتحه لمن ثبتت جريمته وثبت طعنه في وطنه فيقدم له حبل النجاة في محاولة لتبييض وجهه وستر عورته في كل محفل وكل تجمع وطني.
مجموعة الولي الفقيه عليها أن تستوعب الدرس أن أوطانها العربية هي الحضن لا خامنئي ولا سيستاني سيكون بديلاً، فلا تضللها بضحكك واستئناسك وقبولك بازدواجية ولائها، إن الرسائل المضللة طعنة في ظهور أبنائنا الذين يقاتلون على الجبهة، الرسائل لا بد أن تكون واضحة وحازمة مثل العاصفة التي شاركنا بها وقدمنا أبناءنا لها، أسميناها الحزم لأننا كشعوب فعلاً ننوي أن نكون حازمين. فندعو كل من أراد البحرين وطناً وحضناً للجميع أن تكون رسائله حازمة وواضحة، وأن تفصح هذه المجموعة بوضوح عن موقفها فلا تواربه تقية وتضليلاً.
البحرين لم تخل من الشيعة الشرفاء وهم كثر الذين تصدوا لهذه المجموعة، فلا تكن عوناً عليهم بإبعادهم مرتين، ولا تعط للشيعة الذين وقفوا مع الدولة مبرراً لتركك مرة أخرى بعد أن يئسوا من فطنتك ومن فهمك ومن استيعابك للدرس.
لم يحصل أن انكشفت خيانة جماعة الولي الفقيه «العربية» في كل الأوطان العربية كما انكشفت هذه الأيام؟
فأحداث اليمن دفعت الشعب اليمني كله للانتفاض على جماعة الولي الفقيه ومطاردتها، وكما هي أحداث البحرين كشفت لنا أحداث اليمن حجم الشبكة المترامية الأطراف التي تمتد على خارطة الوطن العربي لهذه المجموعة، التي باعت شرفها وعرضها وهويتها العربية لإيران خدمة لها ولمشروعها القومي الفارسي.
ورغم أن الشيعة لا يشكلون في العالم الإسلامي أكثر من 12% على أحسن تقدير وجماعة الولي الفقيه جزء من جزء، إلا أنه بفضل دعم وتمويل إيران لها وبتهاون وربما تخاذل من الأنظمة العربية تجاه المجموعات الأخرى اختطفت هذه المجموعة الصغيرة الطائفة برمتها وادعت أنها تمثلهم جميعهم فجرت خيباتها وأخطاءها وجرائمها على بقية الطائفة.
في العراق ولبنان واليمن وسوريا والبحرين والسعودية والكويت باعت هذه الجماعة أوطانها لمرجعيتها الفارسية برخص التراب، سلمتها هويتها وسلمتها أموالها بعد أن سلمتها أوطانها.
لا جدال بأن هؤلاء لا يمثلون الشيعة ومن يحذر من هؤلاء لا يبحث عن التأزيم بل يدفع باتجاه الحزم حيث لا موقع لغيره.
قد بح صوت المرجعيات الشيعية العربية الشريفة الأخرى وهي تحذر أبناء طائفتها من مغبة الولاية الكلية للفقيه في لبنان والعراق واليمن والبحرين والكويت والسعودية، وبح صوتها وهي تحذر الأنظمة العربية من خطر هذه المجموعات، وبرزت أسماء عديدة لشيعة عرب في العراق ولبنان والبحرين لم يساوموا على أوطانهم ولم يتخلوا عن هويتهم العربية رغم أنهم معتزون ومحتفظون بخصوصيتهم المذهبية، حذروا أبناء طائفتهم من الانجرار وراء وهم الإيرانيين نبهوهم بأن الانجرار لخدمة الأجندة الإيرانية لا علاقة له بالتشيع وبحب آل البيت وبأخلاقهم وبشرفهم الرفيع، فتلك أجندة قومية لستم سوى أحجار لرقعتها الشطرنجية، ولكن لا حياة لمن تنادي، فقد تم غسل المخ على مدى أربعة عقود وظهر الجيل الثالث اليوم والعرب نيام على هذه القنبلة الموقوتة وهذا الوحش الذي تغذى ونما وكبر من خير وطنه، في حين أن ولاءه وعبوديته لمرجعيته الفارسية، وحين ساهمت الأنظمة العربية بتهميش تلك الأصوات العربية الشريفة وقربت بدافع «المؤلفة قلوبهم» شيعة الولي الفقيه ها هي تتجرع السم الذي غذته ونمته، فهل تمنحه جرعة من إكسير الحياة من جديد وهو في نزعه الأخير؟