كل التجارب أثبتت -الآنية والتاريخية- أن جماعة ولي الفقيه هم أسوأ نموذج للحكم، ولا يمكن البناء عليها أو الثقة فيها، بسبب انتهاجهم للسياسات الطائفية التى شرعنوا لها وغرسوا بذلك أشجاراً من الكراهية يستحيل استئصالها.
انظر إلى ما فعلوه في العراق وسوريا واليمن ولبنان، فبمجرد أن يستلموا الحكم يعملون بكل طاقتهم وجهدهم على استهداف المكون الآخر وتفكيك نسيج المجتمع الواحد، ونشر الفتنة والطائفية، ودائماً ما ينطلقون في مخططهم من مشروع حقوق الإنسان والإصلاح والديمقراطية، ويصبغونها بشعارات بوهيمية للضحك على الذقون، وطبعاً جميعكم سمعتم في السنوات الخمس الماضية عن مبادرات مثل «سلمية سلمية» و«أخوان سنة وشيعة.. وهذا البلد ما نبيعه» و«الشعب يريد..» وكلها مبادرات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، ولكم في البحرين والعراق وسوريا وما حدث مؤخراً في اليمن عبرة، فاعتبروا يا أولي الألباب.
إذا أقنعك هذا الكلام؛ فدعنا نسأل أولئك الذين قضوا عمرهم العتيّ في بيع أوطانهم لإيران ومواصلة الاستقواء به في محاولة منهم لتكرار سيناريو العراق؛ هل تدخلت إيران يوماً في بلد إلا وخربت نسيجه المذهبي إما بالتشييع أو بالتحريض؟
جاوب على سؤالي من منطلق ضميرك وليس من منطلق طائفيتك..
ومن الآيات البينات العراق، ولن أنطلق من تاريخ اضطهاد أهل السنة منذ اللحظة التي استلم فيها نوري المالكي الحكم حتى لا يثير غبار التاريخ حساسيتكم، رغم اقتناعي بأن من لا يقرأ التاريخ لا يفهم الحاضر ولا يرى المستقبل، ولكن سأبدأ من آخر فصل من فصول استهداف أهل السنة، وتحديداً من تكريت، وما أدراك ما حدث في تكريت وسنة تكريت.
في الأسبوع الماضي وتحديداً يوم الجمعة الفائت، أظهرت أفلام وصور قيام عناصر من القوات الحكومية العراقية والميليشيات الطائفية المرافقة لها بسرقة المحلات التجارية في مناطق أطراف قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين وتكسير أقفال محلات المواطنين السنة وسرقة محتوياتها، وأظهرت صورة عجلة عسكرية تابعة للجيش الحكومي متوقفة قرب محل تجاري يتم وضع المواد المسروقة فيه.
وأشارت تقارير تناقلتها وكالات الأنباء العالمية إلى أن الميليشيات الشيعية قامت بسرقة ممتلكات المواطنين في المناطق التي تجتاحها في المحافظات السنية في منطقتي الحامية والبوبهاني الواقعتين بين ناحية جرف الصخر وقضاء المسيب شمالي بابل، وتهجير العوائل من منازلها بعد سرقة ممتلكاتها الخاصة.
كما قامت الميليشيات الطائفية بحرق أكثر من 300 محل تجاري فضلاً على تفجير أكثر من 200 منزل و15 مسجداً، واستبدال اسم مسجد صدام الكبير بجامع (الزهراء البتول).
ثم تعالَ لسوريا، دخلت ميليشيا حزب الله لمساندة نظام بشار الأسد رافعة راية مذهبية صارخة، فمارست ومازالت، القتل بطريقة وحشية همجية، لم يوفروا طفلاً أو امرأة أو شيخاً، كما أنهم لم يتورعوا عن هدم المساجد، وأمعنوا في الظلم والعدوان، ومارسوا أبشع صور الطائفية، وكل هذا تحت ذريعة حماية الأضرحة الشيعية!!
أما في اليمن، فقد سعى الحوثيون بكل ما أوتوا من إمكانات إلى فرسنة شيعة اليمن (الزيدية)، والعبث إلى حد كبير بتركيبته الأيديولوجية، وتكشف يومياً وسائل الإعلام العالمية معجزات من الغباء السياسي الذي يتمتعون به والسلوك الأقرب إلى العصابة الفاشية، وعاجلًا لا آجلاً سيرتد وبالاً عليهم.
استهدفوا القصر الجمهوري بالقصف المدفعي وقذائف الهاون وقذائف الدبابات في عدن والأحياء السكنية، إضافة إلى تدمير شبه كامل لمؤسسات الدولة والمستشفيات والمدارس والمعسكرات في محافظة الضالع، وقاموا بحرق الأسواق والمنشآت العامة والخاصة.
والحق أن كل مشروع إجرامي فاشي مر على المجتمعات البشرية على شاكلة جماعات ولي الفقيه أشاع الطائفية وثقافة التحريض، وقوّض دولة العدالة والقانون، وجاهد للسطو على وطنه وبيعه لإيران، نهايته في قاع صفيحة زبالة التاريخ.
أما عن إيران فحدث ولا حرج، ولا أدري كم مجلد نحتاج حتى ندون جرائم نظام ولي الفقيه ضد أهل السنة، ويكفي ما يحدث لأهالينا في الأحواز، فكل يوم تعلق لهم المشانق والتهمة عربي واسمه (عمر)!!
لكن الحماقة ستظل دائماً تعيي من يداويها، ولذلك لا يخفي الموالون لإيران أكثر من أوطانهم نشوتهم على وسائل التواصل الاجتماعي وهم يرونها تمارس أبشع جرئم الإنسانية.
ومع ذلك، وبعيداً عن التعميم، لا بد التفريق ما بين الشيعة وجماعة ولي الفقيه، فشتان ما بين هذا وذاك، فالأول عرف قيمة الوطن فلا تخف عليه، أما الثاني فرخيص الفكر وفاسد الهدف، مستعد أن يضحي بنفسه من أجل إيران، فخف منه، وإذا كان البعض يشكك، فمطالب أن يوقظ جميع حواسه ويفتح الأعين والأسماع ويشاهد نماذج استقتلت وضحت وهجرت من منازلها، في سبيل الدفاع عن عروبة البحرين.