بدأ العد التنازلي لسباقات الفورمولا1 التي ستقام بعد أسبوع في حلبة البحرين الدولية بالصخير على مدى ثلاثة أيام، وبدأت معها الدعوات المناهضة التي ترمي إلى الإساءة إلى الوطن. ورغم أن هذا السباق رياضي بحت ولا علاقة له بالسياسة؛ إلا أن «المعارضة» لا تزال دون القدرة على استيعاب أنه كذلك، وأنه مشروع اقتصادي يسهم في ترويج البحرين ويفتح أبواب رزق للكثيرين، لهذا، وكما في كل عام، بدأت حملتها المعتادة والتي تعلم مسبقاً أنها، وكما في كل عام أيضاً، لن تحقق أهدافها، وتعلم جيداً أن هذا الحدث العالمي الكبير سينجح وسيتابعه الملايين الذين سيتأكدون أن البحرين بخير وأن كل ما يصلهم عن الأوضاع غير المريحة فيها غير صحيح. وهذه هي النتيجة التي من الواضح أنها تسبب الكثير من الإزعاج لهذه «المعارضة» التي للأسف تصرف كل وقتها في أمور لا تعود عليها بالفائدة وكأنها تهرب من مسؤولياتها.
ترى هل يوجد بين الاقتصاديين في البحرين وخارج البحرين من يقول إن الفورمولا 1 لا يعود بالنفع على الاقتصاد؟ ألم يشد اقتصاديون من جمعية الوفاق نفسها عندما زاروا الحلبة قبل سنوات بهذا المشروع وتحدثوا عن مردوده؟ (لمن لا يتذكر نقول إن جمعية الوفاق اعتبرت تصريحات عضوها في هذا الخصوص، وهو اقتصادي معروف، تصريحات تعبر عن رأيه الشخصي، بينما سن مناصروها أسنانهم وكادوا يسيئون له لأنه حاول أن يوصل رسالة عاقلة مفادها أنه لا علاقة لهذا المشروع بالسياسة وأنه من غير المنطقي محاربته).
ما تقوم به هذه «المعارضة» في كل عام يسيء إليها لا إلى سباق الفورمولا، ذلك أنه من غير الممكن إقناع العالم بأن نظرتها إلى هذا السباق هي الصح وأن العالم كله خطأ ولا يفهم. أي عالم هذا الذي يمكن أن يقتنع بأن مشروعاً اقتصادياً ضخماً كهذا تتنافس الدول من أجل إقامته لديها ينبغي التفريط فيه؟ وأي عالم هذا الذي يمكن أن يقول إن «المعارضة» الداعية إلى تخريب هذا المشروع عاقلة؟
يكفي أن تدعو هذه «المعارضة» إلى مثل هذا الأمر ليقال عنها إنها بعيدة عن العقل وعن المنطق ولا تفهم في الاقتصاد شيئاً ولا في السياسة، ويكفي أن تكرر هذه الدعوة سنوياً ليعرف العالم أنها لم تتطور ولم تتعلم من أخطائها، وأنها ستظل تراوح في مكانها ولا تتقدم وستبدو بعد حين أنها دون القدرة على ترجمة الشعارات التي ترفعها إلى واقع، وسينفض عنها من أعطاها ثقته وظن للحظة أنها قادرة على الارتقاء بالمواطن وبتحسين معيشته.
لم يعد مقبولاً تكرار الدعوات المناهضة لهذا السباق العالمي الكبير، وليس من عاقل يمكن أن يتعاطف مع أصحاب هذه الدعوة لأنها ببساطة دعوة غير عاقلة وغير واقعية وتقلل من شأن الداعين إليها وتظهرهم كما المفلسين.
مهم جداً في هذه المناسبة معرفة رأي الجمعيات السياسية في هذا السباق، وهل هو فعالية ضارة أم نافعة، فإن قالت إنها ضارة ودعت إلى نفس ما يدعو إليه من لا علاقة له بالاقتصاد وبالسياسة فهذا يعني أنها لا تختلف عن أصحاب هذه الدعوة ولا يرجى منها خير، أما إذا قالت إنها لا توافق على هذه الدعوة فإن عليها أن تجهر بهذا القول وتفعل ما يعين على إفشالها وتعلن مشاركتها في فعاليات السباق ولو بإصدار البيانات التي تؤكد أن هذا المشروع مشروع رياضي واقتصادي مهم ولا علاقة له بالسياسة، وأنه ينبغي التوقف عن هذه الدعوات السالبة التي تتكرر في كل عام.
الدعوات المناهضة لسباق الفورمولا تكفي سبباً للحكم على «المعارضة» بأنها مفلسة وأنها لا تعرف ما تريد.