لن يطول الوقت حتى يرفع الحوثيون العلم الأبيض، ذلك أنه مهما كانت قدراتهم وما يمتلكونه من أسلحة وما يحصلون عليه من دعم من إيران ومن جهات أخرى؛ دول وأحزاب، فإنهم لن يتمكنوا من الصمود طويلاً في وجه عاصفة الحزم التي أثبت المعنيون بها أن بإمكان العرب أن يكونوا فاعلين لوا أرادوا، وأنهم لو توحدت إرادتهم ولم يسوفوا ويرموا المشكلات إلى الأمام أملاً في أن يحلها الزمان لصار لهم شأن في هذا العالم الذي لا يحسب أي حساب إلا للقوي.
المتوقع لرفع الحوثيين الراية البيضاء أسابيع، لكن ما يجري على الأرض من عمليات تؤكد عزم أهل الحزم على تحقيق النصر يغري بالقول إن الأمر لم يعد يحتاج إلا إلى أيام معدودات، تليها أيام قلائل ليتوافق اليمنيون فيها على حلول مناسبة تؤدي إلى استقرار اليمن وبدء مرحلة البناء التي يرتقي بها هذا البلد العربي، وتشعر بها دول التعاون والمنطقة بالأمان الذي لا يمكن أن يتوفر واليمنيون يتقاتلون إلى الحد الذي يجعل فريقاً منهم يسيطر على العاصمة ويحاول أن يتوسع بعد أن يفرض الإقامة الجبرية على رئيس الدولة ويهينه ويدفعه للخروج من الأرض التي هو المسؤول الأول فيها.
كل الدعم الذي انتظره الحوثيون من داعميهم، وخصوصاً من إيران، تبين لهم أنه مجرد سراب وأن الأمر الوحيد الذي أوفوا به هو الدعم الإعلامي الذي يظل تأثيره محدوداً ولا يسهم في كسب المعركة، خصوصاً وأن العالم يرى ما يجري من تطورات لحظة بلحظة ولا يتأخر المعنيون بعاصفة الحزم عن توفير الحقائق والإجابات الواضحة عن كل الأسئلة التي يمكن أن تشغل بال العالم. لهذا فإنهم سرعان ما سيدخلهم اليأس ولن يجدوا أمامهم سوى رفع تلك الراية التي لن تقوم بعدها لهم قائمة.
الحوثيون لم يستفيدوا من الأسلحة التي تم توفيرها لهم، ولن يستفيدوا من الدعم الإعلامي الموفر لهم حالياً، ولن يستفيدوا بالتأكيد من المظاهرات التي يتم تسييرها في بعض العواصم والتي لا تنتج إلا الصراخ ولا يصدر عن المشاركين فيها إلا بيانات لا قيمة لها، تماماً مثلما أنهم لن يتغير عليهم شيء بعد الخطابات التي يلقيها الحوثي ونصرالله وملالي إيران الذين أقحموا أنفسهم في السياسة فضاعوا وضيعوا شعباً بأكمله كان يمكن أن يستفاد منه كثيراً في بناء وتطوير كل دول المنطقة.
لن يتمكن الحوثيون من تحقيق أي نصر في هذه المعركة حتى لو خزنوا الأسلحة التي ظلت تصلهم طوال الفترة الماضية في أفواههم بدل أن يخزنوا فيها القات، فما هو متوفر من تكنولوجيا لدى قوات التحالف العربي يصعب معه تخزين أي شيء، ويصعب معه تحقيق أي انتصار في أي معركة مهما صغرت أو كانت محدودة.
أيام قلائل ويعلن الناطق الرسمي باسم قوات التحالف عن نهاية سطوة حزب على وطن وتجرؤه على رئيسه الشرعي ومحاولته فرض رأيه وتوجهه على الجميع وعلى المنطقة وعلى العالم أجمع. أيام قلائل وسيرى العالم الحوثيين وهم يرفعون الراية البيضاء أملاً في السلامة وبذريعة وقف تضرر الوطن ومكتسباته.
مؤسف أن الحوثيين لم يحسبوا حساباً لردات فعل الآخرين عندما قاموا بانقلابهم على الشرعية، ومؤسف أكثر أن من «زهزه» لهم لم يحسب حساباً لمثل هذه الأمور واعتقد في لحظة أنه قادر على فعل كل شيء في كل وقت وبكل بساطة.
الثقة الزائدة الزائفة في النفس وفي من لا يستحقها هي السبب الأساس وراء المأزق الذي صار فيه الحوثيون، وهاهم الآن يعانون من هذا الخطأ ومن عدم تمكن من حرضهم على الوفاء بالتزاماته تجاههم فتركهم يواجهون مصيرهم الصعب وينتظر مع العالم رؤيتهم وهم يرفعون الراية البيضاء.