ساهم انكشاف مخطط جماعة الولي الفقيه في اليمن «الحوثيون» في انكشاف مخطط جماعة الولي الفقيه في البحرين «الوفاق» و أمل» و «الوفاء» و «خلاص» ..إلخ وفي انكشاف مخطط الجماعة أينما حلوا، وليس مقال جمال خاشقجي المنشور في الحياة وعنوانه «مشكلة الحوثي هي نفس مشكلة جماعة الوفاق في البحرين» إلا أن أحد مؤشرات ذلك الانكشاف أن اضطرار تلك الجماعة إلى كشف ارتباطها بين بعضها البعض وارتباطها بإيران هو أحد أهم الأسباب لانكشاف مدى التطابق الذي يجمع بين أفرع الجماعة في العالم العربي.
وعاصفة الحزم هي من اضطرهم إلى الإعلان عن موقفهم المتطابق، مما جعلهم إما أن يلجؤوا إلى الهجوم المباشر على دول الخليج كما فعل أمين عام حزب الله في صورة وقحة أو أن يحتموا بالدعوة التي تتبناها روسيا لوقف عاصفة الحزم ادعاء بالاهتمام بالجانب الإنساني في اليمن!!
وحتى لو لم تعلن فإن تطابق المشروع يتضح من تطابق وتكرار السيناريو وتطابق التحرك الإيراني معه في اليمن أو في السعودية أو البحرين فالمشروع واحد.
مشكلة هذه الجماعة الممتدة من قم إلى جميع أفرعها في العالم العربي في تبعية فقيههم تبعية عمياء لأنه سيأخذ بزمام الأمور ولن ينتظر قيام دولة المهدي، حيث نجح الفقيه ببناء حاضنات داخل فقاعة مغلقة احتكرت الإنسانية والإيمان، فالإنسان هو من يسكن هذه الفقاعة والمؤمنون هم سكانها، والحقوق الإنسانية هي لمن يقطنها، والمعاناة فقط حين يعاني منها هذا الإنسان، والظلم ليس ظلماً إلا حين يقع على سكانها فقط، والأصالة والحق والطهرانية موجودة فقط في هذه الفقاعة، فلا يفزعون لنصرة حق أو لإحساس بظلم أو لتلمس معاناة إلا حين تقع على «الإنسان» «المؤمن» أي على سكان تلك الفقاعة فقط، لذلك انكشف التطابق حين وجد سكان تلك الفقاعة أنفسهم مضطرين للدفاع عنها.
فزعة سكان الفقاعة من لبنان والعراق والبحرين والسعودية للحوثيين في اليمن كشفت حقيقة هذا الانغلاق وهذه العزلة، فرغم أن نسبة الفقر في بلد كاليمن بلغت 45% إلا أن تلك المعاناة لم تحرك شعرة من أي من سكان الفقاعة بدءاً من فقيهها وصولاً إلى جميع وبقية أفرعها العربية، استولى الحوثيون على مقار الحكم وخلعوا الشرعية وهددوا بالسلاح أهل اليمن وفرضوا عليهم أمراً واقعاً بالقوة، وكل ذلك لم يحرك ساكناً من قاطني تلك الفقاعة في الأفرع العربية الأخرى، حتى تم اقتلاع الحوثي من كرسي العرش في اليمن، وفجأة اكتشف سكان الفقاعة أن هناك فقراً وعوزاً ومعاناة إنسانية في اليمن تحتاج هدنة!
انظر إلى جميع أفرع سكان الفقاعة في العالم العربي، وإلى الزاوية التي يتابعون منها أحداث اليمن، إما شتم وصراخ وإما التركيز على ماذا قالت روسيا وماذا قالت باكستان وماذا قالت عمان تلك التصريحات هي ما يأخذ الصدارة في عناوينهم، (على أساس أن هناك مهنية وحيادية في تغطية الأخبار).
قبل عاصفة الحزم بيوم كانت صحيفتهم تحتفل باحتلال الحوثيين مدينة عدن وملاحقتهم لهادي منصور الهارب من الأسر، حتى إذا ما جاءتهم العاصفة اكتسحتهم، صمتوا صمت القبور، ثم عادوا يتنفسون بحثاً عن منفذ أو منقذ لسكان فقاعتهم في الفرع اليمني، فإن قالت روسيا وقف قتال، تصدر التصريح صحيفتهم وإن قالت باكستان لن نشارك تصدر التصريح وهكذا هي اهتماماتهم حصراً على سكن فقاعتهم أينما حلوا.
هكذا تم انكشاف وفضح هذه الشبكة بأجنحتها العسكرية والسياسية والإعلامية في جميع أنحاء عالمنا العربي، هكذا انكشف توحد ارتباط مصالحها وتوحد أجندتها ومشروعها مثلما كتب خاشقجي أول أمس وكثيرون غيره بدؤوا يربطون أحداث اليمن بأحداث البحرين، وما عادت البحرين بحاجة لبذل جهد كبير لإقناع العالم بهذه الحقائق مثلما كان عليه الحال في 2011 ، اليوم يرى العالم بنفسه اكتمال أجزاء الأحجية (البازل) وتتجمع الحقائق له حين تهافت الأفرع لتركب وحدها في مكانها كما تركب أجزاء الأحجية حتى تكتمل الصورة، صور التطابق بدأت تبرز وحدها حين يرى العالم تكرار السيناريو وتكرار المشاهد وتكرار المواقف. إن هذا التطابق هو أحد تبعات ذلك الانغلاق بين سكان هذه الفقاعة وعدم إدراكهم بأن هناك عوالم أخرى غير عالمهم بدأ ينظر لهم ويكتشف فقاعتهم.
آخر الكلام
حين تنتهي العاصفة فإن صدمة من كانوا داخل تلك الفقاعة «بافتراضية» عالمهم ستكون أكبر بكثير من صدمة من هم خارجها.