عشاق المستديرة على موعد مع المتعة الليلة ويوم غد في ذهاب مباريات ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. لقاءات منتظرة أفرزتها القرعة بعضها من العيار الثقيل جداً صعبة التكهن بنتيجتها والأخرى في نظر المراقبين ستكون شبه محسومة وبنسبة كبيرة للبايرن واليوفي.
أولى لقاءات الليلة سيحول هدوء عاصمة إسبانيا إلى اشتعال. أتلتيكو مدريد وعلى ملعبه الصعب فيثينتي كالديرون سيستضيف جاره وعدوه ريال مدريد في تكرار لنهائي دوري الأبطال الموسم الماضي وبذكرى سيئة بخسارته للقب في الثواني الأخيرة.
رغم أن مردود أتلتيكو مدريد هذا العام ليس كالموسم السابق، إلا أن دييغو سيميوني نجح في أن يخرج فريقه من الظل إلى الواجهة المحلية والأوروبية ويجعل الأتلتي عقدة للملكي. سيميوني سوف يستعيد جميع لاعبيه لموقعة الليلة، لذا من المرجح أن نرى نفس الأسلوب الذي انتهجه سيميوني للتغلب على الملكي القائم على الاندفاع البدني واللعب على مراحل. تارة بالضغط العالي خاصة في بداية المباراة بغية المباغتة واستغلال أخطاء الخصم للتسجيل بوجود ماندزوكيتش القوي في الكرات الهوائية وجريزمان الذكي في تحركاته خلف المدافعين وبين الخطوط، وتارة بالضغط المنخفض في وسط الملعب بتقليل المساحات واللعب القوي والعنيف الذي يمتاز به لاعبو الروخي بلانكوس عطفاً عن أجادتهم في الكرات الثابتة.
لم يعانِ أحد من مدربي الريال أمام الأتلتي كما عانى كارلو أنشيلوتي. هزائم تتوالى وبنفس الأسلوب تجعل الكل في حيرة من أمره.. ألم يتعلم أنشيلوتي بعد؟
أعتقد أن الريال قادر على الخروج بنتيجة إيجابية خاصة بعد رجوع لاعبيه من الإصابة وارتفاع النسق وتغيير شكل الأداء لكن بشرط التعامل بشكل مغاير عن اللقاءات السابقة بفرض الأسلوب والشخصية واللعب باندفاع بدني مع تسريع إيقاع اللعب.
لقاء آخر من العيار الثقيل سيلعب غداً على ملعب الأمراء في فرنسا بين باريس سان جيرمان وبرشلونة. مباراة محفوفة بالمخاطر للبارسا خاصة بعد تنامي قوة الفريق الباريسي على المستوى الأوروبي ورأينا ذلك بعدما أزاح من طريقه وبعشرة لاعبين عقبة تشيلسي مورينيو.
صحيح أن سان جيرمان سوف يفتقد في لقاء الذهاب مهاجمه وهدافه زلاتان إبراهيموفيتش بدافع الإيقاف ومدافعه ديفيـــد لويز للإصابـــة، إلا أن الفريـــق يمتلك منظومة قوية وأسلوب لعب واضح قادر على إلحاق الضرر بالبارسا، هذه المنظومة يعززها خط وسط قوي من ناحية الاندفاع البدني وبناء اللعب بوجود فيراتي، تياغو وماتيودي وفي الأمام كافاني الذي يؤدي أدواراً مهمة في التحول الدفاعي وأيضاً في التحرك باستمرار خلف دفاع الخصم وتميزه في ضربات الرأس. مدرب الفريق لوران بلان يعلم بأهمية زلاتان لكنه يفهم أيضاً أن وجود إبراهيموفيتش يقتل أحياناً من سرعة التحول الهجومي، لذا وجود كافاني يعطي ميزة وحلاً للهجمات المرتدة السريعة.
الكل أشاد بقوة البارسا وتميز نتائجه مطلع هذا العام مكنه بشكل ملفت ومستحق من اللعب على ثلاث جبهات. هذا التميز كان وراءه فكر جديد وثورة على فلسفة الفريق الكتلوني بقيادة المدرب لويس إنريكي يقوم على أسلوب الضغط في منتصف الملعب واللعب بالأسلوب المباشر لاستغلال الثلاثي الهجومي الرهيب ميسي، سواريز ونيمار مما خفف قليلاً من أدوار لاعبي الوسط في صناعة اللعب.
هذا الأسلوب كان فعالاً لكن بدا على البارسا الإعياء وعدم قيام لاعبي الوسط بالأدوار المطلوبة وخاصة في اللقاءات الأخيرة والذي بلا شك سوف يصعب من مهمة البارسا أمام الفريق الباريسي إذا ما استمر الحال على ماهو عليه.
هل ينتفض أنشيلوتي ويحفظ ماء وجهه أم يستمر سيميوني في إذلال الريال؟
هل يستثمر لوران بلان توهج باريس للإطاحة بالفريق الكاتالوني أم يظهر البلوغرانا بوجهه المعتاد؟