من غرائب السياسة الإيرانية الهجوم الذي شنه المرشد الإيراني علي خامنئي على «عاصفة الحزم» الخميس الماضي، وقبله انتقادات الرئيس حسن روحاني، وخطايا نظام طهران وتدخلاته الإقليمية في سوريا واليمن والعراق ولبنان لا تعد ولا تحصى.
واهم من ظن أن تدخلات إيران ما هي إلا «نظرية مؤامرة» عربية، فمن لديه قليل من المعرفة السياسية يفهم مطامع طهران التوسعية في المنطقة، ويعرف أنها لا بد من أن تتدخل، وبرهنت ذلك العديد من الشواهد.
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تتحدث علناً عن هذه التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، إذ أعلنت واشنطن «وقوفها بحزم ضد التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية»، وفقاً لما جاء على لسان نائب وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، وفي نفس الوقت قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن بلاده «تعرف أن إيران تقوم بتسليح المتمردين الحوثيين الشيعة».
ومن أعجب ما جاء في تصريحات خامنئي وصفه لـ «عاصفة الحزم» بأنها «جريمة وإبادة جماعية يمكن أن تنظرها المحاكم الدولية»، وقد نسي جرائم قوات الحرس الثوري بحق المدنيين في العراق، إذ تعرضت مناطق سُنية بالكامل للإبادة على يد قوات الجنرال قاسم سليمانى، دون أن يطرف جفن لخامنئي.
والرئيس حسن روحاني يتحدث عن قتل أطفال أبرياء بضربات جوية من «عاصفة الحزم» ويتناسى آلاف الأطفال السوريين.
هذا هو مفهوم الكيل بمكيالين، فحينما تدعم إيران الحوثيين في اليمن بالأسلحة، وحينما تطلق يد سليماني في العراق، فليس في ذلك شيء من الخطيئة، إنما حينما تستجيب المملكة العربية السعودية ومعها تحالف عربي إسلامي لدعوة الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي، فهذه خطيئة، تستوجب الذهاب إلى لاهاي لمحاكمة دولية لجميع هذه الدول!!، فهم أعوج يدلل على منهج أجوف يقوم على محاولة الوصاية على دول المنطقة.
على إيران إن كانت تسعى لأن يكون لتصريحاتها وزن في المنطقة أن تبتعد عن استعداء الدول العربية والإسلامية، والدعم ذي الصبغة الطائفية الذي توزعه هنا وهناك.
هجوم إيران على «عاصفة الحزم» ما هو إلا محاولة للتغطية على الدعم الذي تقدمه للحوثي في اليمن، ليس حباً في الحوثيين، ولكن نكاية في المملكة العربية السعودية، وهي تغض الطرف عن بقية دول التحالف، وبينها حليفها السابق السودان، وفي ذهنها الصراع الأزلي مع العرب ممثلاً في السعودية وليس غيرها.