انتهت المباراة النهائية لكأس جلالة الملك المفدى، وفاز الحد باللقب، وانتهت كل الأمور على ما يرام، فكان منها العمل الجميل وكان لابد من النقص، فالكمال لله ولا أحد يكمل سوى وجهه سبحانه، ولنتطرق لأحد أكبر القصور في نهائي هذا العام عنه في العام السابق كون العمل إن وصل إلى مرحلة يجب المحافظة على النقطة التي وصل لها وأن يتقدم العمل للأفضل أو يظل في نفس المستوى لا أن يعود للخلف.
وعلى الرغم من التأخر إلا أني أبدأ بأسمى آيات التبريكات والتهاني لنادي الحد وعلى رأسه السيد أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس إدارة النادي وجميع أعضاء ومنتسبي ومحبي نادي الحد الكرام على تحقيقهم للقب الأول وتسجيل اسمهم بحروف من ذهب في سجلات الإنجازات البحرينية كون البطولة الأولى لهم تحمل اسم جلالة الملك المفدى الاسم الذي يتشرف به كل بحريني وكل مواطن.
في الموسم الماضي التفت الاتحاد البحريني لكرة القدم، لأهمية الترويج الإعلامي لمسابقة بحجم كأس جلالة الملك فكانت حملة الاتحاد رهيبة سارت معها حملة نادي الرفاع الشرقي التي كانت رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى جملت المباراة النهائية بحضور رهيب.
لذلك نرى في هذا الموسم أن الحد استعد لهذا اللقب الذي يتشرف به الجميع ويتمناه كل فريق بحريني بحملته الإعلامية الرهيبة التي جعلت من الحد منطقة وكأنها ليست في البحرين بعكس الاتحاد البحريني لكرة القدم الذي تراجعت حملته وكان مفتقداً بشكل واضح للعملية التسويقية في هذه البطولة حيث اكتفت بوضع عدد بسيط من الإعلانات في مناطق محددة وقليلة لو قورنت بحملة الحد التي هي حملة ناد ينضوي تحت مظلة الاتحاد بعكس الموسم الماضي الذي ازدانت البحرين فيه بشكل غير مسبوق سواء بوجود حملة ضخمة للاتحاد البحريني أطلق عليها «بطولة وطن» وحملة فريق الرفاع الشرقي التي استطاعت أن تستقطب الجماهير كما هي حملة الحد بشكل غير مسبوق.
اليوم ومن بعد الانتهاء من المباراة النهائية لكأس جلالة الملك المفدى باستطاعتنا القول بأن الحد لم تفز باللقب على فريق البسيتين فقط بل فازت على الاتحاد البحريني لكرة القدم بأكمله في العملية الترويجية والإعلامية والتسويقية لهذا النهائي العزيز والغالي على الجميع والذي كان يستحق مجهوداً أكبر من الجهة المختصة بالإعلام والتسويق في الاتحاد.
مجهود كبير قام به القائمون على الحملة الإعلامية في نادي الحد لا يمكن مقارنته بحملة اتحاد اللعبة بأي صورة من الصور لا من ناحية الحجم أو القوة حيث بالإمكان اعتباره فشل لقسم التسويق في العملية الترويجية والإعلامية بالدرجة الأولى للاتحاد الذي كان حرياً به – قسم التسويق - في حال عدم المقدرة أو الدراية إبراز الحدث بأن يلجؤوا لأصحاب الاختصاص في هذه العملية ولو تطلب الأمر التعاقد مع إحدى الشركات المختصة لإبراز حدث بهذا الحجم. فحملة الحد التي أطلقها قبل فترة وعنونها «الحد تستاهل» و«نبي نفول الملعب» أنقذت الاتحاد وأحرجته في نفس الموقف حيث أنقذته بأن استطاعت أن تستقطب هذا الكم من الجماهير المحبة لنادي الحد وأحرجته بأنها – الحملة الحداوية – قد تفوقت عليه بشكل واضح وصريح.
الاتحاد البحريني لكرة القدم مطالب اليوم بإعادة النظر من جديد في العمليات التسويقية والترويجية والحملات الإعلامية له كي يستطيع أن يصل لأكبر شريحة ممكنة ويستقطب الجماهير بشكل أكبر وأن يضع الحد أنموذجاً يحتذى به.