قبل أن نتحدث عن مشالح خريجي جامعة الملك خالد التي خلعوها عن أكتافهم؛ نذكر بما قاله أوباما في حوار أجراه مع صحيفة «نيويورك تايمز» في 5 أبريل 2015، حيث قال: «إنه ومع تقديم دعم عسكري، ينبغي لأمريكا أن تتساءل: كيف يمكننا تعزيز الحياة السياسية في هذه البلاد حتى يشعر الشبان السنة بأن لديهم شيئاً آخر يختارونه غير داعش؟».
نقول؛ هذا هو جواب شبان السنة، يمكن أن تقرأه في النشيد الذي ردده خريجو جامعة الملك خالد في حفل تخرجهم، عندما هتفوا جميعاً «لبيك يا سلمان جينا اليوم لعيون الوطن، أبشر بعزك يا زعيم المملكة يا أبو فهد.. حنا جنود الله بعنا أرواحنا بأغلى ثمن في جنة الفردوس موعدنا ويا نعم الوعد»، إنه النشيد الذي لن يحسن قراءته أوباما، نشيد الولاء والوفاء لمليكهم والوطن، ونشرحه باستفاضة أكثر، ونقول له يا أوباما؛ إنهم يقصدون بأن أرواحهم تهون لأجل الوطن ويؤيدون «عاصفة الحزم»، حيث لن تمنعهم مشالحهم من الفداء بأرواحهم في الدفاع عن وطنهم، إنهم شبان أرض الحرمين الذين خلعوا مشالحهم رمزاً للطاعة والولاء التام، وبالطبع كذلك لن تعرف هتافهم الذي رددوه أيضاً «سمعاً وطاعة سيدي»، إنها الأناشيد التي يجب أن تسمعها وتعي معناها يا أوباما كي تغير سؤالك الذي ستطرحه على قادة مجلس التعاون الخليجي في قمتك بكامب ديفيد، والذين نتمنى ألا يذهبوا إليك، لأنك أنت رئيس ولايات وهم زعماء أمة الإسلام.
نعود إلى مشالح خريجي جامعة الملك خالد ونقول؛ هؤلاء هم النبت الطيب الذي يستثمر فيهم بالتعليم، هؤلاء الذين أحق من تقدم لهم الرعاية، وهم أولى بتقلد المناصب القيادية وإدارة المؤسسات الحيوية فيها، هؤلاء هم عماد الوطن وثروته الحقيقية، وأما الاستثمار فيمن يعض اليد التي تحسن إليه فهذا هو عين الخطأ، وقد رأينا وشاهدنا ماذا فعل طلبة البحرين بالكليات والجامعات في الداخل والخارج أثناء المؤامرة الانقلابية، حيث إن أغلبهم مبتعثون من قبل الدولة التي تختار أفضل الجامعات العالمية لتدريس من غرس أنيابه في كبد البحرين عندما حانت له الفرصة، ولكن مع الأسف عادت هذه الثلة الجاحدة إلى مقاعد دراستها في نفس الجامعات، ومازال الباب مفتوحاً لهم حتى اليوم للدراسة في نفس البرامج، إنهم أبناء من قادوا المؤامرة الانقلابية، وقد شاهد الجميع صورة أحد الأطباء حيث كان من قادة المؤامرة وأشرف على احتلال مستشفى السلمانية، كان يملأ استمارة تسجيل ابنه لبعثات الدولة الخاصة.
وهنا نقول للدولة؛ هؤلاء لن يخلعوا مشالحهم ويقولوا «سمعاً وطاعة سيدي»، بل سيقولون «سمعاً وطاعة خامنئي ونصرالله»، فهم من صاغوا القصائد وتغنوا بالأشعار المسيئة لرموز الدولة، ولكنهم عادوا كما كانوا، ظناً من الدولة أن مشالحهم قد تكون يوماً درعاً في وجه الأعداء أو لبنة تبني الوطن.
وإذا نظرنا إلى من قاد المؤامرة فنرى أن أغلبهم من حصل على درجة البكالوريوس والماجستير على نفقة الدولة، كما كانوا يتبوؤون مناصب عليا حتى مرتبة الوزير والمستشار في دار الحكومة، إذاً التعليم والرعاية لم يفلحا، لأنهما ليسا في مكانهما، ولكنهما يفلحان عندما يكونان في أولئك الذين يرون المشلح ليس له قيمة عندما ينادي الوطن، وفي حالة السلم يكون المشلح أداة بناء وازدهار وارتقاء بالوطن، لا معولاً يهدم الوطن، ولابد هنا أن نذكر مبدأهم الذي يقول «بالعلم والولد سنحكم البلد» لكي يكون الفرق واضحاً بين مشالح الخير ومشالح الشر.
ونعود إلى المنظر المهيب الذي حدث دون سابق تحضير ولا إعداد، خرج عفوياً وتلقائياً عندما جاشت مشاعر حب الوطن في قلوب هؤلاء الشبان الذين كست وجوههم المروءة والشجاعة، هذا المنظر المهيب الذي تناولته مواقع التواصل الجماعي حيث استبشر معهم أهل الخليج، وقالوا إننا اليوم لسنا بحاجة إلى دعم أوباما العسكري، فلدينا شبان المشالح الذين بإذن الله سيكونون عدة الوطن، ورهن إشارة مليكهم سلمان.
كما نقول هنا للدولة استثمروا في شبان البحرين فهم أحق بالرعاية، وقد أثبتوا بمواقفهم أثناء المؤامرة الانقلابية عندما تصدوا لميليشيات الوفاق بصدورهم التي لم يحمها درع ولا ترس، أنهم شبان الجامعات والمدارس الذين تصدوا للميليشيات المسلحة عند دوار الساعة، كما تصدوا لها في ساحة الشرفاء، إنهم الذين قادوا اللجان الشعبية التي تشكلت لحماية المناطق من الهجمات الإرهابية أثناء المؤامرة الانقلابية على الحكم الخليفي.