معلوم أن الربع الخالي يقع في المملكة العربية السعودية، إلا أنه لم يعد حكراً عليها فقد اكتشفت أن للبحرين ربعاً خالياً أيضاً.من يمر فوق جسر الشيخ حمد من المحرق باتجاه المنامة في يوم عاصف أو حتى في يوم فيه رياح قوية نسبياً، يشعر بوجود الربع الخالي على يمينه، فالمنطقة المحصورة بين جسري الشيخ عيسى بن سلمان والشيخ حمد، هذا المربع الرملي الذي يبلغ طول ضلعه 500 متر تقريباً، أي أن مساحته لا تتجاوز 250 ألف متر مربع، خالية من أي منشآت، بالتأكيد هناك مخططات بخصوصه وليست المشكلة في أنه فارغ، لكن المشكلة تكمن في الرمال التي تموج وتتطاير مع أقل هبة ريح، لتنتقل إلى الشارع المؤدي إلى دائرة الجوازات، أما إذا كان الجو عاصفاً فالرمال تتطاير لتحجب الرؤية وتبلغ الأطنان، منها ما يصطدم بالرصيف الوسطي ومنها ما يبقى في وسط الشارع بكميات كبيرة تكفي لقلب سيارة مسرعة، لدرجة أن المشهد في الأسبوع الماضي لا ينقصه سوى هياكل عظمية لجمال أو حيوانات صحراوية نافقة لتشعر أنك تسير في الربع الخالي.هذه المشكلة على صغرها وبساطتها من الممكن أن تتسبب في حوادث كارثية وخسائر قد تطال الأرواح، بالإضافة إلى أنها تكلف الدولة مبالغ ليست بالقليلة، ففي كل مرة تهب فيها الرياح ترسل الحكومة عمالاً يقضون الساعات الطويلة في رفع الرمال، وتكلف شركات متخصصة بإزاحة الرمال فتجد الآليات التي تسحب الرمل وسيارات المرور تقف قبلها لساعات تحسباً لأي حادث، والقصة لا تنتهي فلا الرياح تتوقف ولا الرمال تفارق سطح الأرض، كل ذلك بسبب قطعة أرض لا تتجاوز مساحتها 250 ألف متر مربع، ومع أن هذه الحالة كشفت عن جانب إيجابي وهو سرعة وصول الجهات المختصة للمكان فعمال الرمال وشرطة المرور متواجدون دوماً، لكن هل الموضوع يستحق كل هذا الهدر بالمال والوقت وإشغال بعض مؤسسات الدولة.يا جماعة.. القضية بسيطة ولا تحتاج لهذه الحلول الآنية التي لا تحل مشكلة، فإما أن ترش هذه المنطقة بـ «الزفت» أو ترش بمواد كيمياوية تجمد الرمل أو تزرع بنباتات صحراوية توقف هذا التصحر الحاصل في هذه البقعة، وهذه مهما بلغت كلفتها فإنها لن تصل إلى كلفة الشركات التي ترفع الرمل في كل مرة وتشغل شرطة المرور معهم، أما الاستمرار على هذا المنوال فكأننا نغرف في بحر لنتخلص من البلل.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90