كلما شاهدت ما يحدث للشعب اليمني تألمت لهم وحمدت الله ألف مرة أن فشل انقلاب جماعة الولي الفقيه في البحرين، لا رأفة بالبحرين وبالشعب البحريني فقط، بل رأفة حتى بهذه الجماعة ذاتها التي كانت ستواجه ذات المصير الذي يواجهه الحوثيون الآن.
فلا يعتقد الفرع البحريني للجماعة أن مصيرهم كان سيكون مخالفاً لمصير الحوثيين، فليس هناك دولة ممكن أن تتسامح بتهديد أمنها القومي، بالتالي ما كان ممكناً أن تتسامح المملكة العربية السعودية بوجود محطة ترانزيت إيرانية في البحرين كما حاول الحوثي أن يقوم به في اليمن.
لتحمد هذه الجماعة ربها ألف مرة أن فشلت في مشروعها، وليحمد زعماؤها وقادتها من الجناح الإعلامي تحديداً ربهم ألف مرة أن مشروعهم فشل، وإلا لما كانوا يقفون اليوم صفاً مع الوزراء «منشكحين» لالتقاط صورة جماعية معهم في احتفالية كبيرة كاحتفالية الفورمولا بل كانوا سيكونون تحت نيران القصف.
كل خير تنعم به هذه الجماعة الآن في هذا البلد الآمن المستقر فلله الفضل به والمنة، ومن ثم لوعي ووقفة هذا الشعب والتصدي لهذه المغامرة التي أرادت هذه الجماعة أن تزج البحرين في أتونها دون حسبان للاعتبارات الإقليمية والأمنية.
وها هم اليوم ينعمون بالأمن والاستقرار في وظائفهم وفي منازلهم وفي أعمالهم وفي تجارتهم وفي صحفهم، وأبناؤهم في مدارسهم والعديد منهم في المدارس الخاصة، وعاد يومهم كما كان قبل أن ينخدعوا بعاصفة الوهم.
ليحمدوا الله أنه في الوقت الذي سقطت دول وأصبح مواطنوها لاجئين بسبب هذه المغامرات غير المحسوبة، نرى البحرين تكتظ فنادقها وشوارعها مضاءة بأضواء احتفالية والحشود تتوالى عليها وعلى مواقع الاحتفالات فيها من داخل وخارج البحرين ويحتفل شعب البحرين بسوق البسطة وسوق المزارعين ومعرض الحدائق ومعرض ربي زدني علماً والفورمولا والعديد من الاحتفالات والمعارض التي تدل على بلد آمن ومجتمع حي، وما كان هذا الوضع سيكون لو أن انقلاب حوثيي البحرين نجح لا سمح الله.
دفعت إيران جماعة الولي الفقيه العربية إلى واجهة الصراع «الإيراني العربي» نيابة عنها، فوقعوا في الفخ وجلبوا على جماعتهم وعلى طائفتهم برمتها الخراب والدمار الذي لحق بكل خائن لوطنه، بل إنهم في العراق ولبنان واليمن جلبوا الخراب والدمار لكل أوطانهم ودفعت معهم بقية الطوائف والملل الثمن غالياً دون أن يكون لهؤلاء رأي أو حتى الموافقة على القرار الذي اتخذته هذه الجماعة أن تخوض حرباً بالوكالة نيابة عن إيران.
سقوط الأنظمة بالثورات هو سقوط الدولة سقوط المؤسسات سقوط القانون، أسقطوا صدام «ولست من مؤيديه» منذ 2003 أي منذ اثني عشر عاماً وحتى اليوم ولم يهنأ العراقيون بيوم واحد من الراحة والأمن وخسروا ثلث أراضيهم وكل يوم يصبحون ويمسون على انفجارات، كل ذلك مقابل أن يرقص قاسم سليماني على أرضهم، وها هو اليمن على الطريق بعد أن قامت نفس الجماعة بذات المغامرة، ولولا ستر الله ويقظة شعب البحرين لكانت هذه الجماعة في البحرين تعيش ما يعيشه الحوثي والعراقي.
فاسجدوا لله حمداً وشكراً أن أفشل الله مشروعكم ومغامرتكم.