الصواريخ الباليستية هي صواريخ بعيدة المدى «أي أن مداها أكبر من 5.500 كم أو 3.500 ميل» صممت في الأساس لحمل الأسلحة النووية لإصابة أهدافها، حيث قد يحمل الصاروخ رأساً نووياً واحداً أو أكثر، وقد يحمل رؤوساً حربية تقليدية مثل الكيميائية والبيولوجية ولكن بفاعلية مختلفة، من خلال التصميمات الحديثة تم تصنيع برنامج أطلق عليه المركبات العائدة التي تستهدف العديد بشكل مستقل، فالصاروخ الواحد لديه القدرة على حمل عدة رؤوس كل منها يمكن أن يصيب هدفاً مختلفاً ووفق بعض المواقع يتراوح سعر الصاروخ الواحد من 300 إلى 400 ألف يورو. وقد ركزت عاصفة الحزم منذ ساعاتها الأولى على ضرب هذه المنظومة الهجومية الخطيرة التي ملكها الحوثيون.
وقد وصف العميد أحمد عسيري كم الأسلحة والذخيرة التي مازالت ضربات قوات التحالف تدكها في اليمن ولم تنته بعد بأنها «تفوق الوصف» أي أنها لا يمكن أن تكون لأغراض دفاعية، إن حجمها يدل على أنها كانت معدة لغرض أكبر وأوسع وأكثر امتداداً من الدفاع عن اليمن.
وتخيلوا لو قدر للحوثيين استخدام هذه الأسلحة للهجوم على المملكة العربية السعودية كما هدد زعيمهم وقالها بالحرف إن مكة المكرمة والمدينة المنورة هي محطتنا التالية وأكد شمخاني رئيس الحرس الثوري الإيراني أن باب المندب أصبح تحت سيطرتنا.
إن إعادة الشرعية اليمنية هي الهدف من عاصفة الحزم، لكنها أيضاً حرب استباقية مشروعة لتهديد حقيقي وواقعي وليس متخيلاً بل إنه معلن من إيران ووكيلها الحوثي، فهم الذين بدؤوا حربهم بتكديس هذا السلاح وتلك الذخيرة وبإعلانهم التهديد للمملكة العربية السعودية دونما تورية.
ونأتي لصلب الموضوع، وهو أن كلفة المغامرات التي قام بها وكلاء إيران نيابة عنها كلفة غالية دفعتها اليمن ودفعها الإيرانيون، وليتهم طلبوا من إيران أن تنهض بجماعتهم نهوضاً تنموياً، بتعليمهم بتطبيبهم ببناء وحدات سكنية لهم بتدريبهم بخلق فرص عمل لهم بزيادة الميزان التجاري بينهم لربما ما كلفهم مشروع التنمية ربع هذه الكلفة الباهظة، ولربما ما ذهبت أموالهم هباء كما هي الآن تحترق كالبخور، جميع تلك الأموال أخذت من فم المواطن الإيراني وعلى حساب رفاهيته ومن حقوقه لتغطية تكاليف عاصفة الوهم الإيرانية، فلا الإيراني استفاد ولا الحوثي استفاد ولا الشعب اليمني استفاد.
إنهم كمن بنى قصراً من تراب على ساحل البحر وما هي سوى موجة واحدة حتى أصبح هذا القصر هباء منثوراً لا وجود له، ومثله ما بنوه على مدى ثلاثين عاماً في البحرين، أيضاً ذهب هباء منثوراً، فكم بلغت كلفة هذه الأطنان من المتفجرات وتلك الأسلحة وذلك التدريب وتمويل السفرات والإقامات والتنقل ومصاريف الجيب وكلفة القنوات الفضائية والعاملين فيها التي لم يكن شغلها الشاغل سوى البحرين.
أين هي أموالهم؟ وفيم صرفت ومن استفاد ولو أن قيمة أحد تلك الصواريخ منحت للطبابة أو للتعليم لأحدثت فارقاً كبيراً في حياة «المستضعفين» في الأرض، لكنها طارت كما طار مشروعهم ولم يحصد المر سوى من اشترى هذا الوهم من الحوثيين ومن البحرينيين حين اتبعوا عاصفة الوهم.
واتعظوا يا أولي الألباب.