ثلاثة أيام جميلة انطوت من تاريخ البحرين الرياضي، أيام سريعة كسرعة سباق الفورمولا واحد، عاشها أهل البحرين ومحبو هذه الرياضة على مدار الأيام الثلاثة على أرض حلبة البحرين الدولية، وكان النصر والنجاح للبحرين والبحرينيين وكل من شارك حباً للبحرين في إنجاح سباق الفورمولا واحد.
سباق الفورمولا واحد منذ انطلاقه الأول في صحراء البحرين في الرابع من أبريل من عام 2004 وإلى آخر سباق 2015؛ ومملكة البحرين تزداد قوة وإصراراً كل عام لإنجاح هذا السباق، وقد نجح السباق هذا العام أيضاً كالسابق بكل جدارة، فقد تحدت مملكة البحرين الصحراء لتشيد أجمل المعالم الرياضية وتستقبل كل عام جماهير السرعة من جميع أنحاء العالم.
حلبة البحرين الدولية أبعادها ليست رياضية فقط، وإنما لها بعد اقتصادي واجتماعي وسياسي وحضاري وتاريخي في آن واحد، سباق الفورمولا واحد هو أحد المقاييس وأداة لحب الوطن وحب الأرض بتكاتف جميع الجهات، الأفراد والمؤسسات المختلفة والقطاعات المتعددة يساهمون جميعاً في إنجاح هذا الحدث العالمي الرياضي، فنحن مكلفون ليس بحضور السباق فقط بل مكلفون بحمل رسالتنا الوطنية للعالم بأن البحرين بلد الجميع وتسع الجميع وتتسابق مع الأيام حتى تكون تحت المجهر.
تحت المجهر ليس بالأصوات النشاز الذين يحاربون التقدم والوطنية والولاء والانتماء، بل نكون تحت المجهر ينظر إلينا من خلال تقدم البحرين وتطورها وإنجازها ونجاحها، ومن خلال الأجواء الآمنة والمستقرة التي نعيشها، وما سباق الفورمولا واحد إلا أحد النجاحات العظيمة في رصيد البحرين يشيد به العالم كله، فسباق الفورمولا واحد هو تحد عظيم، ففي كل مرة ولله الحمد يتحقق النصر، نصرنا نحن البحرينيين، فقد سار السباق بصورة سلسلة ومهارة عالية وبقيادة تفوق التصور.
سباق الفورمولا واحد عزز مكانة البحرين الدولية وأنعش الاقتصاد المحلي واستقطب الاستثمار في البلد وحقق السياحة الراقية، وفوق ذلك كله التمسنا التنظيم والنظام في الشوارع وعند مداخل حلبة البحرين الدولية وداخل الحلبة، بالفعل وزارة الداخلية كان دورها واضحاً في إنجاح السباق بالتعاون مع الجمهور الضخم الذي قصد حلبة البحرين الدولية، فشكراً لكل من ساهم وشارك ووضع يده بيد ولي العهد ليتحقق النصر في سباق الفورمولا واحد.
- رسالة من القلب..
الطفلة اليتيمة نيلة التي أبهرت الجميع بطفولتها وعفويتها وبجمالها من الداخل، عندما تقدمت للسلام على جلالة الملك المفدى في يوم اليتيم العالمي، أحزنتنا بعد أيام بسماعنا خبر وفاة والدتها، فهي اليوم «لطيمة» يحتسب لهذه الطفلة الأجر العظيم على تسابق الأقدار في فقدها العزيز، ونسأل الله عز وجل أن يلطف بحالها وحال أخواتها، فكل شيء يعوض إلا حضن وحنان ورعاية الأم.
أعلم بأن طويل العمر جلالة الملك المفدى أب للجميع، وأعلم بأن المؤسسة الخيرية الملكية بصمتها واضحة للأيتام، وأعلم بأن أهل البحرين الكرام جميعهم أهلها، وفوق ذلك كله لها رب رحيم كريم، لطيف بعباده، ولكن ذلك لا يمنع بأن نأخذ بالأسباب حتى تعيش الطفلة نيلة وأخواتها حياة طيبة وجميلة، لا يمنع بأن يتكفل أحد أصحاب الأيدي البيضاء في تعليميها هي وأخواتها حتى سنوات الجامعة، لا يمنع بأن يبسط الجميع جناح الرحمة حتى لا تحتاج لأحد بعد ذلك، فهي بنت البحرين وبنتنا جميعاً، رسالة من القلب للجميع، كونوا اليد البيضاء والصدر الحنون للطفلة نيلة وأخواتها.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}