يحكى أن جحشاً صغيراً لعب مع جدي وخروف وأرنب وديك، فصار يجري بينها وهو ينظر إلى كبر حجمه ويقول: «أنا أقوى من الجدي»، ويصيح ويجري بسرعة فرحاً، ثم يقف بجانب الخروف ويقول: «أنا أيضاً أقوى من الخروف، وكذلك أقوى من الأرنب ومن الديك»، ويقفز ويجري بينها ويقول: «أنا أقوى الجميع.. أنا أقوى».
فغضب منه الجميع وفكر الديك في عمل يسكت فيه الجحش عن غروره وكبريائه ويعرفه بحجمه، وبينما الجحش يجري ويقفز فرحاً، قال له الديك: «قل لنا أيها القوي ويا أقوى الجميع؛ أنت ابن من؟».
هنا وقف الجحش عن الركض والجري والقفز وصار يفكر في سؤال الديك، ولم يستطع أن يجيب عليه، وكيف له أن يجيب، فهل يعقل أن يقول له أنه ابن الحمار؟
خجل الجحش خجلاً شديداً، وفكر في حيلة يبعد نفسه بها عن الإجابة، فقال: «أيها الأخوة نحن كلنا حيوانات ونلعب مع بعضنا، فدعونا من البحث عن أصل آبائنا وأجدادنا، فنحن أبناء اليوم»، فنظر الأرنب والجدي والخروف إلى بعضهم وعرفوا أن الجحش قد علم ما يقصده الديك، وأنه أراد أن يكبح جماحه ليعرفه حجمه، فمهما علا هو في النهاية ابن الحمار، والكل يعرف أنه يضرب به المثل في الغباء.
تذكرت تلك القصة الرمزية مضطراً وآسفاً، فيما كنت استمع إلى جمل التهديدات التي تأتي من بلاد الفرس ضد المملكة العربية السعودية، فها هو عبدالملك الحوثي يهدد، وقد سبقه قائد القوة البرية في الجيش الإيراني، العميد أحمد رضا بوردستان، في تهديده لبلاد الحرمين بـ«ضربة عسكرية إن لم تكف عن القتال في اليمن!!».
يبدو والله أعلم أن «عاصفة الحزم» أصابت طهران وأذنابها بعطب في العقل، وتلف في جذع المخ، تعطلت بسببه وظيفة التفكير، فأصبحوا يعانون من حالة انفصام عن الواقع، يهذون وهم لا يدركون حقيقة ما يقولونه، وكأنهم في كوكب آخر بعيداً عن الواقع الذي فرضه تحالف جديد تقوده السعودية، قوامه 200 مليون نسمة، يسيطر على مساحة أرض ممتدة من الخليج إلى ليبيا، أي تفوق مساحة إيران خمس مرات، ويملك قوة عسكرية هائلة وضخمة مجهزة بأحدث الأسلحة، ويحتكم على 70% من نفط العالم، ويتحكم على أهم ثلاثة منافذ بحرية بالنسبة للعالم (مضيق هرمز، وباب المندب، وقناة السويس) وما خفي كان أعظم!
حجم العبث وملامح الغرور وحالة الانفصام عن الحقيقة تجلت بوضوح في الخطاب الأخير لما يسمى أمين عام ميليشيا حزب الله «حسن زميرة» وهو يتكلم كـ«عبيط» سقطت نصف الحروف الأبجدية من على لسانه، والغريب في الأمر أن الكثيرين من كارهي أمين عام حزب الله يريدونه أن يموت في صمت، ولكنه يؤثر على نفسه ألا يغادر الدنيا إلا ولعنات مليار مسلم تسبقه إلى القبر.
نظرياً هو إنسان نهايته في مزبلة التاريخ، لذلك لن يكون رهان أي وطني حر عليه، بل سيكون الرهان على الأجيال القادمة التي لن تتسامح مع دماء الأبرياء التي سفكها في سوريا، بالطبع سيحاول هو وسيده (ولي الفقيه) حرمان هذه الأجيال من الثأر لدماء شهدائهم، وستكون هناك معركة أشد قسوة ومرارة من سابقاتها، لكنها ستكون معركة تستحق أن تخاض، لأن معركة الشرف في تطهير جسد الأمة العربية من عميل إيراني.
ستثبت الأيام صدق كلامي «وإن غداً لصانعه قريب..».
على كل لا يمكن أن تصف مثل هذه التصريحات التي تخرج، سواء كانت من طهران أو على لسان «حسن زميرة» سوى أنها جعجعة قهر متخمة بحالة من اليأس على خليط بين مهزلة وملهاة مع مسخرة وقلة قيمة ونقص حياء، فكلنا نعرف، بل وعلى يقين، أن إيران أجبن من أن تدخل في مواجهة مع السعودية، وأقصى ما يمكن لإيران أن تفعله هو الإيعاز لأذنابها هنا أو هناك لإثارة القلاقل والاضطرابات وزعزعة الاستقرار عبر أعمال إرهابية.
اطمئن عزيزي القارئ؛ جعجعة إيران للتخويف فقط، إلا إذا قرر ملالي «قم» الانتحار جماعياً، فذلك موضوع آخر..