أستغرب حقيقة من مقترح سعادة النائب عباس الماضي الذي يشق الصف الوطني ويدعو صراحة إلى التمييز بين المواطنين، فالاقتراح بقانون الذي تقدم به بأن يحصل من اكتسب شرف الجنسية البحرينية على الخدمات الإسكانية بعد عشر سنوات من اكتسابه الجنسية، متناسياً سعادته بأن الذين يقصدهم هم من وقفوا إبان أزمة 2011 بوجه من أرادوا أن يختطفوا الوطن والانقلاب على الحكم، ومن استشهد وقدم نفسه من أجل عروبة وتراب البحرين.
الاقتراح بقانون المقدم ينتقص في الواقع من حقوق المواطنين ممن تشرفوا بالجنسية البحرينية وكأنهم مواطنون مع وقف التنفيذ فيما يتعلق بحقوقهم المؤجلة لعشر سنوات في تقدمه للخدمات الإسكانية، وهذا المقترح ليسمح لي سعادة النائب ومن معه من نواب وكل من تناوله من كتاب رأي كانوا يوماً يشيدون بمن يسمونهم اليوم للأسف «مجنسين» في مقالاتهم، فسبحان مغير الأحوال بدل أن يتم تكريمهم فقد قدموا التضحيات من رجال أمن سهروا وتعرضوا لمخاطر وبعضهم استشهد خلال المواجهات مع الإرهابيين الذين من المفترض أن يتم حرمانهم من جميع الخدمات التي تقدمها وليس التضييق على من اكتسبوا شرف الجنسية.
الانتقائية بحسب الأهواء والتمييز ضد فئة من المواطنين ليكونوا مثلاً مواطنين درجة ثانية كما هو اقتراح سعادة النائب المحترم الذي يدعو صراحة إلى التمييز، فمن يكتسب شرف الجنسية هو مواطن بكامل الحقوق والواجبات دون أي نقصان، فهذا المقترح وغيره التي تنتقص من مواطنة أي فرد يكتسب شرف الجنسية البحرينية لا يرضي القيادة السياسية الحكيمة في هذا الوطن الكريم ممثلة بجلالة الملك حفظه الله الذي دوماً ما يؤكد جلالته بأن الوطن يحتضن الجميع ولا تفرقة بين مواطن وآخر في الحقوق والواجبات، وما اقترحه سعادة النائب يخالف توجيهات جلالة الملك بل ويخالف الدستور وقانون منح الجنسية الذي لم يضع شروطاً في حال اكتساب الجنسية تخالف باقي المواطنين.
هناك بعض الزملاء من كتاب الرأي ومن وجهة نظرهم يرون أن اقتراح النائب الماضي وباقي النواب سليم وفي وقته المناسب، وأنا أقول رأي بأن هذا القانون جاء في وقت غير مناسب فنحن في أمس الحاجة اليوم بعد أزمة عصفت بالبلاد أحدثت شرخاً في اللحمة الوطنية بدأت تتعافى نوعاً ما الابتعاد مثل هذه المقترحات التي حقيقة توغر القلوب وتكون هناك غصة من أناس سواءً كانوا نواباً أو غيرهم وسيوسع الهوة بين شرائح المجتمع البحريني المتجانس الذي تعايش منذ عقود دون أي تفرقة فالمواطنون سواسية في الحقوق والواجبات، ونقول لمن في قلبه شيء إن الله هو الرزاق وبالتالي فمن يحصل على شرف الجنسية لن يأخذ حقه غيره وسيكون معيار الأقدمية هو الفيصل في كل شيء بين المواطنين.
نصيحة أقدمها للنائب الماضي وغيره من يتقدم بمثل هذه المقترحات ضد أخوة لهم من المواطنين، فمن تسميهم «مجنسين» يا سعادة النائب لديهم ولاء للوطن البحرين لا يمكن المزايدة عليه، فهؤلاء الشرفاء من المواطنين الذي تشرفوا بالحصول على الجنسية والله إن قلبهم على مصلحة وأمن واستقرار البحرين أفضل من الذين تعتبرهم مواطنين سأطلق عليهم مجازاً «أصليين» رأيناهم منذ 2011 وحتى اليوم يحرقون البحرين ويعيثون فساداً فيها ويريدون تغيير النظام السياسي ليتبع إيران وتخرج من البيت العربي، وهنا سنضحي بالغالي والنفيس من أجل عروبة البحرين التي ستظل خليفية بإذن الله.
- همسة..
نصيحة أقدمها لكل من في قلبه حقد دفين ضد من اكتسبوا شرف الجنسية البحرينية وأن يتقوا الله تعالى وأن لا ينسوا بأن المؤمنين أخوة في الإسلام قبل كل شيء، والله من وراء القصد!