كانت نتيجة متوقعة أن ينقرص الانقلابيون في البحرين وأن تعيد إيران حساباتها بعد عاصفة الحزم وهذه بدايته الإعلام الانقلابي وخطاب قادة الانقلاب




فجأة يظهر علينا بعض من شاركوا في المؤامرة الانقلابية من قادة وإعلاميين، بعد أن لم تبق قناة إلا وظهروا فيها مسيئين ومحرضين وناشري أكاذيب عن الدولة وعن نظامها، ولم يبق مؤتمر ولا اجتماع مع سفارة أجنبية إلا وتخابروا معها، ووالله لو كانت هناك قنوات أرضية أو فضائية للجن لطاروا إليها، ثم بعدها يخرجون علينا ليقولوا عن الجرائم الإرهابية التي مارستها مليشيا الوفاق.. إنها مجرد أخطاء!
أربع سنوات من الإرهاب والحرق والقتل والتدمير والتعامل والخيانة ودعوات للتدخل الأجنبي، ثم بعد ذلك يقولون إنها مجرد أخطاء، قتل رجال الأمن، وإصابتهم إصابات بليغة وصلت لحد العجز والحرق وقطع الطرق والتفجيرات التي طالت مواطنين ومقيمين وخناجر وأسياخ وقنابل، ثم بعدها يقولون إنها مجرد أخطاء!!
ونحن نقول إن هذا الكلام والخطاب لا ينطلي علينا يا من تتلونون حسب الحاجة والظرف، اليوم تأتيكم الأوامر من طهران لتغيير الخطاب بعد أن تغيرت حساباتها وتحطمت أحلامها وتبددت آمالها، فإذا بها ترى أن الوجهة القادمة هي البحرين، ولذلك لا بد من خطاب تودد وإصلاح يبدأ من الإعلام الانقلابي، حيث لا يمكن تحقيق أي مصالح للانقلابيين إلا بعودتهم، فالتمدد والانتشار في المؤسسات لا يكون إلا بعودة سلطتهم للوزارات والمناصب العليا، خاصة بعد أن مروا بتجربة قيّموا فيها أخطاءهم في إدارة الانقلاب، ولكي يكون الانقلاب القادم ناجحاً وكاسحاً بحيث لا يكون هناك وقت كافي لدخول درع الجزيرة، لذلك بات عليهم أن يبدلوا نكهة الخطاب ليصبح لطيفاً ووديعاً وفيه من المؤشرات التي سيتلوها خطاب ديني، وقد بدأ بالفعل تواشيحه التي نسمعها من تلك الأفواه التي وقعت على دعوة تم توجييها للمجتمع الدولي للتدخل العسكري في البحرين بحجة «إنقاذ الشيعة».
هذا الخطاب سببه أن «عاصفة الحزم» التي أصابت رأس إيران بالدوار، ولا يمكنها أن تنفس عن إحباطها إلا بأن تنشغل وتنكب على مؤامرة أخرى، وبالطبع لن تكون غير البحرين، خاصة أنها واصلت الدعم للانقلابيين على مدى السنوات الأربع إعلامياً ومعنوياً ومادياً، وهاهي اليوم ترى أن الخطة تتطلب اندماج الوفاق مرة ثانية مع الدولة حتى يمكنها أن تصنع انقلاباً ناجحاً.
كانت نتيجة متوقعة أن ينقرص الانقلابيون في البحرين وأن تعيد إيران حساباتها بعد عاصفة الحزم، وهذه بدايته؛ الإعلام الانقلابي وخطاب قادة الانقلاب والخطاب الديني، إنها خطوات ضرورية وسيتلوها فعاليات وندوات وشخصيات ستقوم بدور المصالحة، ونرجو أن لا تنطلي هذه الحيلة والخديعة، فمأساة أربع سنوات ومعاناة الشعب البحريني من الإرهاب الذي طال مناطقهم ومنازلهم وقطع عليهم الطرق وروع نساءهم وأطفالهم وقتل أبناءهم وعطل مصالحهم، وأفسد أعيادهم ومناسباتهم، وتهديد إيراني يومي باحتلال عسكري، وقادة انقلاب يتوعدون باستخدام أضعاف القوة، كل هذا لا يمكن أن تمسحه كلمة «اعتذار»، كما لا يمكن الوثوق في أتباع إيران في أي مؤسسة أو شركة، إنهم العدو فاحذروهم.. فخطر العدو الخارجي ليس الخطر الحقيقي، إنما خطر العدو الداخلي المنافقون الغادرون المتآمرون الذين يظهرون علينا اليوم ليقولوا «أخطاء»، ونقول لهم «تو الناس»، أين أنتم عندما قتل الشحي وقتلت زهرة وهرس المريسي، أم أنهم كانوا ألعاب ودمى؛ وربما لا تخرج عن أنها مجرد أخطاء!!
نقول لقادة الانقلاب عفواً الشعب قد رفضكم وها هو يرفضكم، وأن عودتكم للدولة لن تكون إلا وبالاً ليس على البحرين بل الأمة جمعاء، خاصة عندما يذهب عناء «عاصفة الحزم» في لحظة عندما يعود الانقلابيون للدولة ليحتلوا دولة خليجية هي مفتاح للتدخل الإيراني على دول الخليج لا يقل موقعها خطورة على السعودية من اليمن.
كما نقول لهم إن جرائم القتل والارهاب والدعوة إلى إسقاط النظام واستبداله بنظام جمهوري إيراني صفق له الإعلاميون يومها ولم يكن «مجرد أخطاء»، بل هو مخطط انقلابي كتب الله له الفشل، وكلمة «أخطاء» هي مجرد مفتاح لبداية لعبة الانقلاب القادم عندما يعود الانقلابيون لقلب الدولة ويتحكموا في أعصابها ومفاصلها، إنه الخطأ الذي ستقع فيه الدولة إذا سمحت للانقلابيين بالعودة إلى البلعوم، الخطأ الذي سيكون ثمنه وبالاً على البحرين وعلى الأمة.