التغييرات الوزارية في المملكة العربية السعودية الحازمة الحاسمة السريعة المتجددة زائداً تحذيرات محمد بن راشد آل مكتوم العلنية على «تويتر» لوزرائه بأنه باق شهر على موعد تقييمهم ومن سيفشل منهم لن يقيم له حفلاً للوداع، جعلت الوزراء في كلا البلدين يهرولون حتى وهم وقوف في مكانهم، جعلتهم ينامون وهم يحضنون هواتفهم، جعلتهم يرجون رضا المواطنين لا رضا رئاسة الوزراء، وهذا هو المطلوب، المطلوب فعلاً عدم الشعور بالاسترخاء، المطلوب أن يشعر الوزير بأنه ممكن أن يطير في أي لحظة إن لم يؤد عمله بجدارة.
ثانياً كلمة «إعفاء» لم تكن مألوفة على الأذن الخليجية بشكل عام لكنها أصبحت رائجة الآن في المملكة العربية السعودية، وهي تعطي رسالة للوزير حين تعيينه بأن التعيين تكليف لا تشريف له، فلا ينام ولا يسترخي.
حين يعلن عن القرارات الحازمة التي تمس أياً من أفراد العائلة الحاكمة بمنعه أو وقفه في وسائل الإعلام الرسمية فتلك رسالة للمجتمع ككل لا لأفراد العائلة بأنه لا أحد معفياً من الانضباط والالتزام بالقانون وبالأعراف لا ابن عائلة ولا غيره.
بلا لف ولا دوران المجتمع البحريني بحاجة كثيراً كثيراً كثيراً إلى هذه الرسائل من قيادته له ولوزرائه، بحاجة لأحجار تلقى في المياه الراكدة، المجتمع البحريني أكثر من غيره بعدما مرت به بلاده ظن أنه سيرى ويسمع محاسبة صارمة، إعفاءات، تغييراً وحزماً وحسماً، واجتثاثاً لوزراء نيام ولفساد، لكن شيئاً من هذا لم يحدث، ولنترك المحاسبة على ما حدث، أمور كثيرة جرت وآخرها دخلنا حرباً وشاركنا فيها بفعالية لم نر انعكاساً على ذلك في إعلامنا، لم نوظف حتى قراراتنا الحازمة في تنشيط الروح المعنوية لمجتمعنا.
المجتمع البحريني بحاجة أن يرى رسائل من هذا النوع من القيادة لوزرائهم والمسؤولين وعلناً ويعلن عنها فوراً، بحاجة إلى أن تخرج البحرين من النمطية الإدارية، لا نفع من هذه اللجان لا نفع من المتابعة ولا نفع من تلك الزيارات التي تصاحبها كاميرات التلفزيون ما لم يتبعها فوراً قرارات ترمي حجراً كبيراً في البركة الراكدة تعفي أحد المسؤولين، كفانا مجاملة وخوفاً وتردداً.
المجتمع يريد أن يرى حركة تكسر هذا الجمود، عاصفة الحزم وما تبعها من قرارات حازمة وعاصفة في المملكة العربية السعودية حركت مياهاً تحت الجسور أنعشت آمالاً ستنعكس حتماً على الأداء العام للدولة بمؤسساتها وبمسؤوليها وبأفرادها، الشعب السعودي تجتاحه الآن بعد هذه القرارات موجة من النشاط غير مسبوقة عادة ما توظف الأمم هذا النشاط وتلك الروح في خططها التنموية، وهذا ما تحتاجه البحرين، فمياهها تحولت إلى «خمق» لأن منافذ التيارات مسدودة.
فالتغييرات الوزارية محدودة حتى بتنا لا ننتظرها، تقارير ديوان الرقابة المالية الصادمة تلحقها لجان للمتابعة تنام وننساها، وبين كل قرار جيد وقرار تمر شهور إن لم يكن سنة، ليس هناك أي نوع من «الأكشن» من أي نوع يشعرنا بوجود حياة على هذا الكوكب.
يا جماعة المجتمعات تنام بنوم دولها اصحوا بارك الله فيكم و«صحصحونا معكم».