نجحت وزارة التربية والتعليم أيما نجاح في إقامة معرضها المتميز «زدني علماً.. أبني وطناً»، ولربما ما ميز هذا المعرض الخلاق عن غيره من المعارض الأخرى، هو في طرح الأفكار بطريقة مغايرة ومميزة ومبتكرة، مما جعل أنظار الزائرين إليه مشدودة طيلة وقت أيام المعرض.
إن من أبرز الملاحظات المهمة التي ميزت «زدني علماً» هو أنه ساهم بشكل كبير -ولربما كان هذا أول مرة- في أن يكون الزائر هو أحد المشاركين والمتفاعلين الأساسيين مع المعروض «المنتج» وليس في كون الزائر زائراً فقط، بل كانت من أبرز أهدافه، أن يكون الزائر فاعلاً ومنتجاً في طبيعة القيمة العلمية والثقافية المطروحة للاستفادة منه قبل التسويق إليه.
كل الإنتاجات التي ملأت المعرض طولاً وعرضاً كانت مميزة بالفعل، وكل ركن كان يحكي فصول إبداع من إبداعات شباب الوطن، ولو حاولنا طرح مفاضلة بين أقسامه، لربما ظلمنا بعض أقسامه على الأخرى، ولهذا سنقرر أن كل المعرض كان من وحي إبداع القائمين عليه والمساهمين فيه وفي إنجاحه.
إن أكثر ما لفت أنظار المشاركين من الزوار في معرض وزارة التربية والتعليم «زدني علماً» هو طرح مشروع «التاريخ العلمي العربي» عبر نتاج علماء الحضارة الإسلامية بطريقة حية ورائعة للغاية، فالقسم الخاص بهذه الفكرة، أدخل الجميع في أجواء علمية عربية جميلة، وعرف الجمهور من خلاله على أبرز العلماء الناشطين في المجال العلمي عبر التاريخ، وكيف أنهم ساهموا في نشر الحضارة والتقدم لكافة البشر، وكيف أصبحت مساهماتهم العلمية ركيزة رئيسة من ركائز التطور البشري في عصرنا الراهن.
كل شيء في هذا القسم من المعرض، بدا جديداً ومميزاً لأقصى حدود الإبداع، بدءاً من التصاميم الساحرة للمعروض، وانتهاء بالإبداعات الخلاقة للشباب الذين مثلوا دور علماء العرب بطريقة تستحق الإشادة، حتى كأنك تخال نفسك تعيش معهم لحظة بلحظة في ذلك الزمن الجميل.
ابتكارات وإبداعات وفنون ومهارات وتاريخ، هذا أبرز ما يمكن أن نعنون به معرض «زدني علماً»، والذي حقق نجاحاً ملفتاً للغاية، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على مدى نجاح وإبداع القائمين عليه والمساهمين والمشاركين فيه من شباب الوطن.
نحن نشد على يد وزارة التربية والتعليم في أن تخلق فرصاً مميزة لشبابنا البحريني لاكتشاف طاقاتهم وإبداعاتهم في المرات القادمة، وألا يكون هذا المعرض الجميل هو آخر معارضها، بل نتمنى أن يكون باكورة إبداعاتها للمعارض القادمة، فنحن نؤمن أن لديها ولدى شبابنا وشاباتنا من أبنائنا الطلبة الأعزاء، الكثير من الطاقات الإبداعية التي يمكن لهم أن يفرغوها عبر برامج أو معارض وطنية، علمية كانت أو تربوية، ليحققوا تقدماً ناجزاً لبناء وطن يحترم العلم وتاريخ العلماء، كما يحترم كل إبداعاته. هذا وإلى مزيد من المعارض المميزة.
شكراً وزارة التربية والتعليم، وشكراً لكل القائمين على هذا المعرض دون أن نستثني منهم أحداً.