نعاني -كما بات يعاني العديد من دول مجلس التعاون- من فئة من المواطنين، يقطرون خيانة، ويتنفسون عمالة، يرتهنون لأوامر طهران، ويوالون المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية أكثر من ولائهم لقيادتهم، وكل يوم يتأكد لنا أن ارتباطهم بدولة «الولي الفقيه» ومصالحها هو حجر الأساس في كل تطلعاتهم السياسية، فهم ثمرة مشروع مذهبي إيراني، يستهدف ربط الشيعة العرب بالدولة الإيرانية. ليس ذلك فقط، بل هم على استعداد تام للتضحية بمصالح أوطانهم، لصالح أطراف سياسية مماثلة لانتمائهم المذهبي، ولا تجد غضاضة بل لا يهتز لها رمش عين وهي تواصل مسلسل الانتصار للمذهب على حساب الوطن، متناسية أن المذهب لا يمكن أن يكون بديلاً عن الوطن. أصارحك عزيزي القارئ بأن شيئاً من الكآبة والكدر يكتنفني من رأسي حتى أخمص قدمي، حين أسمع أو أقرأ أو أشاهد على التلفاز أحدهم وهو يدافع عن إيران بل وينصرها على وطنه الأم، رغم أنهم «يتمرقون» من خير الخليج وينعمون بكامل حقوق المواطنة على السواء مع كافة فئات الوطن.
إثباتاً لحقيقة ما أقوله عزيزي القارئ، تعال نعود بالذاكرة إلى أبريل 2006، حين قال الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك في حديث لقناة «العربية»، بأن ولاء «بعض» الشيعة في الخليج لإيران، أذكر حينها أن الدنيا قامت ولم تقعد، ولكن يوماً وراء يوم، يتأكد بالدليل صدق ما قاله حسني مبارك، وأعتقد أن عبدالحميد دشتي دليل واضح على ذلك. «ملحوظة: تستطيع أن تضع بكل سهولة مع دشتي أسماء أخرى من البحرين، والطيور على أشكالها تقع».
قد يقول لي قائل: لماذا يضايقك هذا الكلام؟ نحن في بلد ديمقراطية ومن حق أي شخص أن يتكلم بما يريد فلا يضيق على حرية العبير؟؟
فأجيبك بالقول وبعيداً عن الجدل النظري حول الديمقراطية وحرية التعبير، فقد جاء في أدبيات الديمقراطية وشروطها، أن الحرية لا تكون على حساب أمن المجتمع، فأي فعل خارج عن القانون يخرج عن إطار الحرية، وأي فعل يهدد أمن المواطن لا يعد من الحريات، كما أن أي فعل يهدد أمن المجتمع لا يعد من الحريات في شيء، ونحن نعيش حالة حرب وأي تطاول على دول حليفة يصب في اتجاه تهديد الأمن القومي الخليجي.
رغم ذلك نقول، إن تلك التصرفات ليست من سلوك أهل الخليج في شيء، بل هي دخيلة علينا، تماماً كما هؤلاء الطفيليات دخلاء علينا، فقد تربينا على يد حكامنا أن مليكنا حمد أخو سلمان وأخو تميم وأخو صباح وأخو خليفة، كرامتهم من كرامة «بوسلمان»، لا مساس، ولا نقبل لأي كان أن يتطاول عليهم.
.. عدل يا أهل الكويت؟!
باختصار أمام كل ذلك، فإن دول الخليج -بما فيها البحرين التي يسعى إلى إسقاطها علناً عملاء إيران- تعاني من كائنات متحللة ومشوهة، أقرب إلى المرض، نصارع منذ فترة بكل جهد في سبيل الشفاء منه، ولا يمكن أن نبدأ مشوار الألف ميل ونبني مشروعاً وطنياً للمصالحة، إلا بتنظيف الوطن أولاً من الطابور الخامس وكل أنواع العمالة، مهما كانت العواقب والتبعات ومهما كلفنا الأمر، فالقضية لا تقبل أي تهاون أو مساومات أو تفريط، لأنها تقع ضمن دائرة «نكون أو لا نكون»، هذا ما يجب أن يدركه الإيرانيون وعملاء إيران في الخليج.