كانت القرارات والتغييرات السياسية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حكيمة وتنطلق من المصلحة العامة للمملكة في ظل ما تموج به المنطقة من أحداث بالغة الحساسية، خصوصاً أنه تم تعيين قيادات شابة في منصب ولي العهد وولي ولي العهد، وقد أثبتت تلك القيادات تأثيرها في عملية «عاصفة الحزم»، وقبلها في محاربة خطر القاعدة، كما أنها تتمتع بالخبرة والجرأة في اتخاذ القرارات المصيرية، فالجميع متفائل بتلك التغييرات التي بإذن الله تعالى تكون للأفضل والأصلح للشقيقة الكبرى.
ولن ننسى أمير الدبلوماسية السعودية الأمير سعود الفيصل الذي ترجل بكل شموخ من منصبه كوزير للخارجية زهاء أربعين عاماً قضاها في الدفاع عن قضايا الإسلام والأمة العربية والخليجية في مختلف المحافل الدولية باقتدار وحنكة سياسية ودبلوماسية قلما نجدها في أي وزير خارجية فكان بحق عميد الدبلوماسية، ونتوسم خيراً في الوزير الجديد في أن يسير على خطى الفيصل، وسيكون على المحك في ظل الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة من اضطرابات وحرب على ميليشيات الحوثي المتمردة.
في الحقيقة والواقع، إن عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حازم وحاسم منذ بدايته فخلال أشهر قليلة منذ توليه مقاليد الحكم قام بعدة خطوات وقرارات كانت جريئة وفي وقتها ولاقت ترحيباً شعبياً على مستوى المملكة، وخليجياً، بل وعربياً، خاصة اتخاذه القرار الصائب والقوي بالقيام بـ «عاصفة الحزم» فقد فاجأت العالم، لقطع دابر الحوثيين الذين كانوا ذنباً لإيران، وها هي هذه العاصفة حتى اليوم لم تهدأ، وإن اتخذت «الأمل» اسماً جديداً لها إلا أن هذا الأمل في إعادة الحياة والاستقرار لليمن كما كانت وإعمارها ومساعدة أهلها لكن «الحزم» لا يزال هو سيد الموقف وسيتم القضاء على الميليشيات الحوثية.
ومن المواقف التي أعجبتني، وأعجبت الجميع كذلك، سرعة خادم الحرمين الشريفين في اتخاذ القرار المناسب والحاسم في الوقت المناسب، وخير مثال على ذلك، إعفاء وزير الصحة بسبب مقطع فيديو انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي تضمن إساءة لأحد المواطنين وفيه تعال من الوزير ومعاونيه، وهو ما جعل الملك سلمان لا يتوانى عن إعفائه من منصبه حتى أصبحت كلمة إعفاء لأي وزير في المملكة العربية السعودية عادية بعد أن كانت غريبة على مسامع السعوديين، وهذا ما نتمناه أن يكون في دولنا الخليجية والعربية، أن يتم إعفاء أي وزير أو مسؤول متى ما أساء أو قصر في خدمة المواطنين وأن يدرك أن المنصب تكليف وأمانة ومسؤولية وليس تشريفاً أو وجاهة، يرى نفسه في برج عاجي فوق الشعب.
ما نرجوه بعد تلك التغييرات الموفقة التي قام بها الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أن تصب في مصلحة السعودية ودول الخليج والوطن العربي والإسلامي، فالمملكة مركز العالم العربي والإسلامي وهي السند بعد الله تعالى في الدفاع عن الإسلام والمسلمين والعروبة في وجه أي تهديدات أو المساس بالمقدسات الإسلامية، نسأل الله أن يحفظ المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين من كل شر في ظل قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله.
همسة:
تلك التغييرات الجذرية في هيكلة الدولة، وقبلها القرار ببدء «عاصفة الحزم» دليل على أن المملكة العربية السعودية تسعى من ذلك إلى توجيه رسائل تنذر فيها خصومها بالتوقف عن القيام بأي أعمال تضر بأمن المملكة ودول الخليج والمنطقة العربية وأن عليها الانخراط في بوتقة السلام!