إنها رسالة نبعثها إلى الداخل والخارج بمناسبة يوم الصحافة العالمي، نقول فيها إن محاربة الباطل لا تكون إلا بالحق ولا يكسر الباطل إلا قوة الحق، فمتى ما كانت الرسالة الصحافية قوية واضحة ومعبرة وشاملة ومغطية كل الجوانب وكاشفة للحقائق بالكلمة والصورة، تستطيع الدولة أن تحرج عدوها، كما تستطيع أن تقف في وجه الشائعات والأكاذيب، وذلك حين يكون الإعلام ككل على قدر من الكفاءة، وها نحن نرى كيف استطاعت الرسالة الإعلامية السعودية في إدارة حربها على الحوثيين، أن تلجم العدو الإيراني الذي وقف حائراً أمام الإعلام السعودي العسكري وصحافته الوطنية التي وقفت جميع صحفها المحلية وكتابها ورؤساء تحريرها في نقل المعلومة الصحيحة، والتي لم تترك مجالاً للشك لا في الداخل ولا الخارج، كما أعطت درساً للدول أن تختار من يمثلها إعلامياً خاصة على المستوى الدولي، إذا كانت تريد أن تغلق الباب في وجه إعدائها.
كما استطاعت البحرين كذلك بفضل من الله وتوفيقه أن تظهر الحق وتغلب أعداءها، وذلك عندما قامت صحافتها المحلية وإعلاميوها بنقل الحقائق على لسان أبنائها وبأقلامهم والتي قصمت ظهر أصحاب الشائعات وفضحت أكاذيبهم، حين تبنى إعلامهم المعادي للدولة سياسة الشائعة والتزوير في الحقائق وقلبها، ولقد كان هذا جلياً وواضحاً في الإعلام الانقلابي الذي تبنته الجماعات الانقلابية حين سخرت صحفها من النيل من الدولة في شتى الميادين ولفقت الآلاف من الأكاذيب التي تصدت لها بعض الصحف المحلية، إلا أن هذه الصحف كانت تحتاج إلى دعم أكبر لمواجهة الكم الهائل والفائض من المعلومات المغلوطة والرويات المكذوبة، خاصة أن الإعلام المعادي مدعوم بغزارة وليس بقطارة، إذاً فالصحافة هي وجه الدولة التي ينظر إليها العالم من خلاله.
إنه الفرق بين الإعلام العدائي الهادم، والإعلام الذي يبني الدولة ويتصدى لأعدائها، حيث عانت البحرين من هذا الإعلام العدائي منذ 2011، وهي مازالت تتصدى لهذا الإعلام المدعوم من الخارج الذي فتحت له القنوات الفضائية والإذاعات الأجنبية، والمواقع الإلكترونية وجندت له الجنود من الكتاب والمحررين والمراقبين، ولكن كيد الشيطان ضعيف ويتهاوى في أول مواجهة بينه وبين الحق، وها نحن نرى اليوم لغة التراجع في الإعلام المحلي الذي تصدى للدولة في كل مؤتمر ومقابلة صحافية وفي كل مقال وفي كل عمود وصفحة، وهذا التراجع في الخطاب من معاد إلى مسالم يبين هشاشة الإعلام الذي اعتمد على الشائعة وترويج الأكاذيب، ثم بعدها لم يجد أمامه مادة صالحة للنشر بعد أن فقد المصداقية، وكذبته الصحف المحلية التي تنشر الحب والخير وتظهر صورة البحرين المشرقة التي يعيش فيها الناس بأمان وسلام، في الوقت الذي كان يظهر الإعلام المدعوم من إيران أن البحرين دولة بوليسية تقتحم المنازل وتروع النساء والأطفال وغيرها من أكاذيب، فهذا إعلام ابن سلول الذي بدأ يرفع يده مستسلماً، ويغير خطابه الذي كان فيه يبجل خامنئي وروحاني إلى خطاب فيه يرتجي إعادة النظر.
إنه الخطاب الصحافي الذي اعتمد على الشائعات والإساءة إلى الدولة ونظامها وشرفائها، فبدأت تهتز أركانه ويتلعثم لسانه بين آمل ومرتجٍ، في وقت كان يتحدى الدولة علانية ويهددها في كل برنامج له ومقابلة وتحقيق صحافي، كما كان يحتفي بالشخصيات الإيرانية رئاسية ودبلوماسية، ولا ينقل من الأخبار المشرفة عن دولته، ولا عن أخبار جارته الغالية أرض الحرمين التي تخوض اليوم معركة العزة والكرامة، فهذا هو الفارق بين الإعلام الوطني المخلص الذي يجب أن تحتفي به الدولة، وبين الإعلام السلولي الذي يجب أن تتجاهله الدولة التي لم تعد بحاجة إليه، بعد أن قام بالإساءة لها ليس منذ 4 سنوات بل منذ تأسيسه وظهوره، وأن تساوي الطيب بالخير هذا ليس من مبادئ الإسلام ولا يعمل به في أي مكان.
كما نتمنى هنا للصحف المحلية مزيداً من التطور وحصولها على مزيد من الدعم كي يمكنها أن تواكب الصحف العالمية، فالبحرين هي دولة التاريخ المجيد والحاضر المثمر ولها من المواقف المشرفة في كل آن وزمان، وهي دولة العلم والأدب والدهاء السياسي منذ أن فتحها أحمد الفاتح الذي يجب أن يستهل تاريخه على كل صحيفة وكل مجلة، كي تستقي منه الأجيال الجرأة والشجاعة والإقدام، كما نتمنى أن تكون الصحافة متواجدة في كل المواقع في البلاد، خاصة عندما يكون أمام المواطن وسائل متعددة يستقى منها الأخبار، فقوة الخبر وكفاءة فريق العمل هما اللذان يحددان نجاح الصحيفة. وكذلك بالنسبة للقنوات الفضائية، حيث استطاعت بعض القنوات -بالرغم من حداثتها- أن تجذب إليها الملايين من المشاهدين، كما نتمنى لقناة البحرين أيضاً أن تصبح القناة الأفضل للمشاهد، لن نقول للمواطن الخليجي بل على الأقل المواطن البحريني.