الماء والكهرباء والوقود والاتصالات؛ جميعها أسلحة يستخدمها أذناب إيران في حروبهم ضد دولهم للاستيلاء على السلطة، هذا ما حدث في العراق وسوريا ويحدث الآن في اليمن، فقد قام الحوثيون بتسميم مياه الشرب، وقطع الكهرباء والاتصالات، ومنع الوقود عن المواطنين. هذه المؤسسات الحيوية تخطط إيران للاستيلاء عليها بمساعدة أذنابها في الدول الخليجية. وها هي المؤسسات لديكم، قوموا بإحصاء الأعداد وانظروا من يسيطر عليها سيطرة تامة خالصة، كون هذه المؤسسات عصب الحياة في أي دولة. وهذا كان واضحاً وجلياً في البحرين عندما تركت مصانع بابكو تعمل بدون توقف وبدون مراقبة، حين ترك المشرفون عليها مواقعهم في الشركة وذهبوا للدوار، ولولا فضل الله ثم الشرفاء لاحترقت الشركة بالكامل، ولانقطع كل شيء من اتصالات ومواصلات وكهرباء وماء.هذه المؤسسات هي أهم مقومات الأمن القومي، لذلك يجب على دول الخليج اليقظة من أن تترك هذه المؤسسات من دون احتياط، بأن تكون لديها جاهزية كاملة واستعداد وإلمام هندسي وفني لإدارة هذه المؤسسات وضمان سلامتها واستمرار تشغيلها أثناء الكوارث والحوادث والمظاهرات والمؤامرات التي تقودها إيران في دول الخليج، وذلك بعد أن اكتملت عدة أذنابهم واستعدادهم وصاروا مسيطرين على مفاصل دولهم، خاصة أن عامل الوقت ليس في صالح إيران، ما يجعلها تستعجل في تحريك الجماعات الموالية لها. فهناك جماعات موالية لطهران تنتظر الإشارة في جميع دول الخليج دون استثناء، والاستعداد لهم لا يكون إلا من خلال أفراد المؤسسة الأمنية والعسكرية الذين يجب أن ينخرطوا في هذه المؤسسات للتدريب، بالإضافة إلى ضرورة وجود أبناء الوطن المخلصين الذين أثبتوا رغم قلة وجودهم في بعض المؤسسات أنهم تمكنوا بتضحياتهم من الحيلولة دون وقوع الكوارث التي ستكون خطراً على البلاد حين تتحول إلى ظلام ويعطش مواطنوها وتقطع الاتصالات، فلا هاتف محمول ولا ثابت كما حصل في اليمن، عندها تأتي الزوارق والسفن الإيرانية محملة بالحرس الثوري لتدخل هذه الدول وتعلن احتلالها، بذات الطريقة التي احتلت بها جزر الإمارات الثلاث عام 1971، حين سيطرت عليها بالقوة العسكرية وأجبرت سكانها آنذاك على المغادرة تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم.إن الظروف في دول الخليج تغيرت بوعي شعوبها وإصرارهم على محاربة الوجود الإيراني في أراضيهم، كما يحصل الآن في اليمن والعراق وسوريا، ما يدفع أذناب إيران إلى اللجوء لاستخدام سلاح الكهرباء بقطعها عن المواطنين والمستشفيات، وتسميم مياه الشرب، وقطع وسائل الاتصالات، إذ إن تمكينهم في هذه المؤسسات كان إعداداً لهذا الساعة، الساعة التي حان وقتها في اليمن، لكنها في البحرين لم تنجح عندما قام أبناء الوطن المخلصون بدورهم بالحيلولة دون انقطاع أي خدمة، ولو طال زمن الانقلاب لحصلت هذه الأمور، فالأمر بالنسبة لهم يكون تدريجياً، وقد كان احتلال مستشفى السلمانية نموذجاً لهم سيطبق على المؤسسات بالكامل، ولكن يقظة الدولة وكفاءة أجهزتها الأمنية كانتا العامل الحاسم في إفشال هذا المخطط.لكن، هناك أمر يجب عدم الغفلة عنه، بأن إيران ستتدارك أسباب الفشل في أي مؤامرة انقلابية لأذنابها في دول الخليج، حين تكون عملية الانقلاب مباغتة بإنزال عسكري، لذلك يبقى أمام هذه الدول وضع هذه المؤسسات المهمة تحت إدارتها بالكامل، وأن تكون أجهزة التحكم فيها تحت الإدارة الأمنية والعسكرية.في أبريل 2015 قطعت الكهرباء في العاصمة الأمريكية واشنطن، وقد صرح الأدميرال وليام غوتني قائد قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية قائلاً «أنا أرى أن البنى التحتية لدينا مهترئة لأننا لا نعرف من أين يأتي الضعف الحقيقي»، جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده المسؤول العسكري بمقر وزارة الدفاع «البنتاغون»، حيث سئل خلاله عن المخاطر التي يشكلها انقطاع الكهرباء على الأمن القومي الأمريكي، حيث أجاب أن هذا الأمر من شأنه أن يؤثر عليهم بشكل كبير «لو استغل أصحاب النوايا السيئة الحدث بشكل سلبي»، كما قال «ولا أخفي عليكم أن هذا يشكل بالنسبة لي مصدر إزعاج كبيراً»، إلا أن انقطاع الكهرباء الذي شمل المؤسسات والهيئات الاستراتيجية قد تم تداركه بسبب عمل المولدات الكهربائية الاحتياطية التي حالت دون انتشار الذعر لدى المسؤولين الأمريكيين في تلك الأماكن، كما تم إخلاء المباني من ساكنيها لاحتمال أن يكون هذا الانقطاع ناجماً عن عمل إرهابي، كما حذر مدير وكالة الأمن القومي الأمريكي أن مجموعة القراصنة الأشهر في العالم «أنونيموس» أو «مجهول» ستكون قادرة خلال العام القادم على إحداث انقطاع كهربائي من خلال هجماتها الإلكترونية، كما أن لديها القدرة على تعطيل وتدمير شبكة الإنترنت.فكيف إذاً بدول بداخلها موالون لإيران ينفذون أعمالاً إرهابية ومتمكنون من مؤسساتها الحيوية، والأساطيل الحربية الإيرانية ليست بعيدة عن سواحلها، وكذلك الحدود البرية بينها وبين بعض هذه الدول، جميعها تخدم العدوان الإيراني عندما تقرر لحظته، بالخصوص أن إيران قد أوجعتها «عاصفة الحزم» وقطعت كبدها، وأنها بالتأكيد لن تستسلم وسيكون لها رد فعل إن لم يكن اليوم فغداً، خاصة أنها لن تخوض الحرب مباشرة، فلديها أذنابها الذين هم على أهبة الاستعداد لتنفيذ أوامرها، فقد فعلوا ذلك في اليمن كما فعلوه من قبل في البحرين. إذاً القضية خطيرة وتحتاج إلى إعادة نظر في سلامة وأمن المياه والكهرباء والنفط والاتصالات وغيرها من المؤسسات الحيوية.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90