خبر جميل جداً ذلك الذي تضمنه المرسوم الملكي الصادر عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد حفظه الله وأيده بإنشاء معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم.
المواد المنظمة للمعهد نشرت بتفاصيلها في عدد الأمس الصادر، وفيها من التفاصيل الأمور الطيبة التي تبين حرص واهتمام مملكة البحرين ممثلة بجلالة الملك شخصياً بتدريس علوم القرآن الكريم وتهيئة البيئة المناسبة للدارسين وحفظ كتاب الله في الصدور من خلال حفظة الكتاب.
نقول لجلالة الملك جزاك الله خير الجزاء عن هذا المشروع الطيب، فالبحرين التي دخلت الإسلام طوعاً وعلى الفور منذ سلم العلاء بن الحضرمي للمنذر بن ساوى التميمي ملك الخليج والبحرين كتاب رسولنا الكريم صلوات الله عليه لحكامها آنذاك، كانت ومازالت وستظل إحدى الدول التي تعتز بإسلامها وعروبتها، دولة يتمسك حكامها بدينهم ويحرصون على كتاب ربهم، وملكنا نحسبه بأفعاله وأقواله من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
نعم، الزمن يتغير، والثقافات تتداخل، وسمة الشعوب أنها تراقب بعضها بعضاً، ويحاول بعضها محاكاة الثقافات الأخرى، وهذا بحد ذاته ليس خطأ بل أمر محمود مطلوب أن نكتشف الأمور الجديدة ونطلع عليها ونأخذ الطيب منها وننبذ الخبيث، لكن المهم ألا ننسلخ من أساسنا وثوابتنا، فالبحرين دولة إسلامية والقرآن الكريم مصدر من مصادر التشريع، وحفظ كتاب الله مسؤولية جسيمة، وعليه، فإن إنشاء مثل هذا المعهد خطوة مميزة ورائدة تسجل في سجل الإنجازات الحافلة لجلالة الملك.
ملكنا العزيز بوسلمان، روى أمير المؤمنين الحاكم العادل القوي عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسولنا الكريم قوله: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين»، وكذلك قال رسولنا في حديث آخر: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، إلى غير ذلك من أحاديث شريفة تتحدث عن فضل القرآن وتعلمه وتعليمه وحفظه والحفاظ عليه.
نسأل الله أن يضع هذه الجهود في ميزان حسناتك يا جلالة الملك، وأن ينفع به أهل البحرين، ويعز بالإسلام والقرآن بلادنا وأهلها الطيبين، لك حسنة في كل من استفاد من هذا المعهد وأفاد بإذن الله.
اتجاه معاكس:
خطوة أخرى تصب في نفس السياق المعني بالقرآن الكريم، وهي خطوة طيبة أعلن عنها وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد النعيمي بتخصيص بعثات دراسية لحفظة القرآن الكريم.
المتميزون وحدهم من يثابرون على العلم والنهل منه، وما أكبره من علم ذلك المعني بكتاب الله، والذي من الصعوبة بمكان حفظه كاملاً إلا من قبل المثابرين والمجتهدين، بالتالي تقديرهم ومنحهم الأفضلية في توفير سبل التعليم والتطوير أمر طيب تشكر عليه الدولة ووزارة التربية.
وإن كان البعض قد يرى في ذلك نوعاً من التمييز والتفضيل، فإننا نقول بأن هذا هو التمييز والتفضيل المطلوب والمحمود، ليس بقولنا، لكن بأحاديث رسولنا الكريم التي تتحدث عن رفعة قدر حفظة كتاب الله في الدنيا والآخرة، وكيف أنهم مقدمون في الدنيا وفي الآخرة أيضاً.