إن برنامج النخبة لتمكين الشباب الذي أطلقته محافظة العاصمة يعد إحدى المبادرات الرائدة التي تقترب فيها المحافظة من حاجات الشباب البحريني، وقد قمنا مؤخراً بتكريم الدفعة الأولى من البرنامج والبالغ عدد المستفيدين فيها 40 خريجاً إلى جانب إطلاق أول بوابة إلكترونية متخصصة لتوظيف الخريجين البحرينيين، وذلك بالتعاون مع أربعة عشر جهة داعمة ومنظمة، أبدت تعاونها الكامل مع محافظة العاصمة بوصفها راعية البرنامج.
إن تبني محافظة العاصمة النسخة الأولى من برنامج «النخبة» الذي يساهم في تمكين الشباب البحريني للحصول على وظائف لائقة بهم جاء لترسيخ الإيمان بكون البحريني خياراً مفضلاً في سوق العمل حيث بدأ البرنامج باستقطاب ألف مترشح مقبل على التخرج من عموم جامعات المملكة، وصولاً إلى انتقاء أفضل أربعين منهم بعد تقييمهم من قبل لجنة مختصة دولياً بعد اجتيازهم متطلبات البرنامج ومن ثم إلحاقهم ببرامج تدريبية متنوعة متخصصة تهيئهم للحصول على الوظائف باعتبارهم كوادر متميزة ومطلوبة للمؤسسات التي تطمح لاقتناص الكوادر ذات الجودة العالية.
كما يهدف برنامج النخبة إلى توفير عدد من الخيارات للخريجين الجامعيين أهمها تمكينهم من تسجيل أنفسهم في البوابة الإلكترونية التي تتصف بالديناميكية بسبب توفيرها التقييم التلقائي ومساهمتها في تحديد إمكانات الخريجين والوظائف المناسبة لهم، وبالتالي مساعدة هذه البوابة المؤسسات على تحديد أنسب الخيارات المتاحة لهم، مما يتيح لهم سهولة تقييم واختيار الكوادر حديثة التخرج بغية توظيفهم.
وإننا لنجتهد في خدمة شباب الوطن ليساهموا في التنمية المستدامة؛ فالعمل هدف يسعى إليه الإنسان كضمان لاستمرار حياته وتحقيق ذاته وتطوير مجتمعه، وهو يضمن الحياة الكريمة للإنسان، ومن هذا المنطلق، يمكن اعتبار رأس المال البشري بمثابة الركيزة الأساسية في جميع اقتصاديات دول العالم لما يشكله من عنصر مهم في تنمية الأفراد والمجتمع ودفع البلدان نحو التقدم والازدهار، فالتوجه السائد عالمياً يسير نحو استثمار العقل البشري وتوظيفه توظيفاً أمثل بهدف المساهمة في زيادة قيمة الناتج القومي للدول دونما الاعتماد فقط على الموارد الطبيعية المهددة بالنضوب.
وأن النهوض بالشباب البحريني وخصوصاً خريجي الجامعات منهم يسهم في زيادة إمكاناتهم وتعدد الخيارات المتاحة أمامهم ومنها ريادة الأعمال، الأمر الذي يسّهل على المنخرطين في برنامج النخبة التعرف عن قرب على أهم وأبرز السبل الحديثة في تأسيس المشاريع الريادية وصولاً حتى تحقيق الأهداف المنشودة، مما يسهم في تحقيق منافع كثيرة لا تقتصر على الصعيد الشخصي للمشارك فحسب، وإنما على الصعيد المجتمعي بأسره.
وقد أخذت محافظة العاصمة على عاتقها تبني العديد من المشاريع الريادية التي تعنى بالدرجة الأولى بالشباب، وأنجزت في العام الماضي «برنامج تدريب الباحثين عن العمل لأهالي العاصمة إلى جانب تأهيل الشباب في مجال ريادة الأعمال» مستهدفاً تدريب 50 من الباحثين عن العمل من أهالي العاصمة الذين يحملون شهادات الدبلوم والبكالوريوس، وذلك سعياً من المحافظة للمساهمة في توفير وظائف لائقة لهم بعد الارتقاء بقدراتهم العلمية والتقنية والمهنية، وإسهاماً منها في ردم الفجوة الفاصلة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل على نحو يمكّن الباحثين عن عمل من المشاركة في جهود التنمية المستدامة التي تنشدها القيادة الرشيدة على الدوام.
*محافظ محافظة العاصمة